(أنا المفتاح)
(الفصل الاول)
(الساحر الزفر).
لم أتوقع أن تحدث معي وأكون وسط مجلس من مجالس الجن .
ركز معي حتى تستنشق الرعب الذي واجهته
كنت ذات يوم مرهقا من العمل،
وقررت أخذ إجازة من العمل،
فأبلغت أخي أن يحل محلي في المحل؛
فقبل لمدة يومين بدأ من يوم الأربعاء،
وسوف أستلم العمل في مغرب الجمعة،
باتت الأمور في أتم حال، فاستيقظت على المغرب، فطرت وجلست أتجادل أنا وزوجتي وأطفالي في دعابة وضحك
حتي رن هاتفي وكان من صديقي يعلم بإجازتي،
كان الاتصال عبارة عن استعجالي لكي نسهر في النت كافيه، وعلينا حجز غرفة فقلت له: سوف أرتدي ملابسي وآتيك.
وقفلت الخط، وبدأت في ارتداء ملابسي وتأنقي،
وذهبت لصديقي الذي كان بالقرب مني ومن مكان السهرة؛ فقابلته واحتضنته وذهبنا،
وعندما أردنا دخول النت كافيه
نادى علي صديق لنا يُدعى إبراهيم؛
فنظرت نحو الصوت ورأيته يأتي مسرعاً من بعيد،
فقلت لصديقي الذي معي: ادخل أنت جهز الغرفة لكي نلعب، وسوف أرى ماذا يريد إبراهيم مني.
فقال : حسنا، لكن اختصر معه.
فهززت رأسي بنعم،
فاقترب إبراهيم وسلمت عليه،
وقال لي : هل تعلم ماحل بحمادة؟
قلت له : حمادة نسيبك؟ فرد: نعم.
فقلت : خيرا ماذا به؟
قال : لا نعلم ما به.
قلت : هل رجع لتعاطي الحبوب مرة أخرى ؟
قال لي : لا، إن الموضوع كبير،
أرجوك أن تأتي معي لننظر ما به،
وأنت عليم بهذه الأمور.
فقلت : أتقصد….
فقاطع كلامي بهز دماغه بنعم .
فارتجفت لوهلة، فقلت له : هيا بنا.
لم نمشي كثيرا فكل بيوتنا بجوار بعضها البعض،
فدخلت فإذا بي يستقبلني في الدور الأرضي زوجة إبراهيم أخت حمادة، وأمه وأبوه والحزن مرسوم بدقةعلى الوجوه.
فقلت : السلام عليكم.
فردوا جميعا : تفضل شرفتنا.
قلت : أين حمادة؟
قالوا : في شقته بالأعلى.
قلت : سوف أذهب إليه.
قالوا : بارك الله فيك، ليتك تعلمنا ما به.
قلت : خيرا إن شاء الله، لعل ما به من قلة العمل،
وضيق الرزق.
فقالت أمه : يا ليته كذلك اصعد له.
فصعدت ومعي إبراهيم، وفتح الشقه بالمفتاح
وقال : تفضل يا نزيه.
فدخلت ورأيته يجلس في منتصف الصالة،
وينظر لي بحدة ويقول لي:لماذا تأخرت ؟ !
ألم يبلغوك أنك مطلوب لمجلس.
فقلت وأنا أضحك : إنني معك الآن .
وأنت وحدك أين المجلس ؟
فقال : اذهب يا إبراهيم، واصنع لنا قهوة لكل منا،
وأغلق الباب من الخارج.فذهب إبراهيم،
و قدمت علي حمادة وربت على كتفه وهو جالس
وقلت له :مابك ؟
قال : لا أعلم.
قلت له : صف لي حالتك.
قال : رجلي اليمين لا تتحرك منذ خمسة أيام،
ولا أعلم ما السبب؟
فقلت له : أعصابك متوترة ؟!
فقال : نعم، وكأن جبل يزن آلاف الأطنان في ساقي.
فجلست عند رجله وبدأت بالبسملة عندها قفزت رجله متصلبة وبدأ يتشنج !!
ففهمت ونظرت في كل الاتجاهات،
فرأيت مقعدًا من الإسفنج كبيرا فشددته
ورميته على المقعد الأرضي،
وفردت جسده كاملا وجلست بجواره أنتظر استيقاظه.
فاستيقظ بعد دقيقتين، فنظر لي وقال : أحسنت.
أحسست أن من قالها ليس حمادة،
فقلت له : ليس الآن، فأنا جالس معك حتى الفجر.
فأكفهر وجهه، وقال : أتتحداني؟
قلت له : قبل التحدي لا بد أن أفهم.
قال: لك ما أردت، ولكن هناك شرطا
إن لم تقدر على المساعدة؛ تسلطنا عليك.
فضحكت ضحكة القوي المسيطر على الأمر،
وقلت : لن ولم تقدر؛ أنا محصن، وأنت تعلم، فكفاك إضلال.
فسكت وهممت أن أتكلم إذ دخل إبراهيم بالقهوة،
وأغلق الباب خلفه ونظر فارتجف وقال: كيف انتقل ؟ !! فصمت وهززت رأسي أن أجلس؛ فجلس.
وقلت له : إنهم يلعبون بكم ويسيطرون عليه وعليكم،
حتى أنكم لم تقدروا أن تنقلوه من مكانه حتى ولو كنتم خمسة من الرجال
فقال بفم مفتوح مذهول : نعم.
فقلت : اسمع ما يدور الآن، واثبت في رد فعلك؛
لأني أعلم أن قلبك قوي ولولا ذلك ما أجلستك الآن.
فهز رأسه بخوف قليل، وبدأ الحوار الغريب المثير المرعب، بدأت أنا زمام المبادرة بكلمات مقتصرة وهي : من أنت؟
فنظر لي وسكت مع ألتماعة نظراته وشبح ابتسامة،
فكررت كلمتي : من أنت ؟
فرد ببرود وقال : وما يفيدك من معرفة اسمي ؟ !
اسمع يا نزيه، بما أنك قد قررت خوض التجربة
فلتكن حكيما في أسئلتك التي سوف تفيد صديقك.
و ترددت كلمة صديقك بكثرة،
ونظرت لإبراهيم لأجد الفزع متمكنا منه
فأشرت له برأسي أن اثبت
وبدأت أستغل الوضع لأفهم العلة
وما سبب تمكن هذا الكيان من صديقي؛
لأستدرجه حتى أعلم كينونته،
فتكلمت بقوة وقلت : بما أنك لم تفصح عن حقيقتك، فلتعلمني ما سبب وجودك ؟
فقال بسرعة البرق : لأن الحفر بدأ،
وبدأ القتل في الجن العمار
من قبل العبدالأسود والساحر الزفر.
فقلت : مهلا، من هم؟
فقال : دعني أحكي لك؛ لعلها تأتي منك
وما أحكيه لك يا نزيه، على لسان جن المنطقة هنا :
يتبع…..
(أنا المفتاح )
(الفصل الثاني والأخير )
(هاردووس المؤمن)
نحن من عمار هذا المكان منذ قديم الزمان
والمكان كان فارغا من البشر إلا القليل،
وبدأ البشر يبنون البيوت الطينية
ونحن ننتظر وننظر ما هم فاعلون بنا
من أذى وقتل بقصد وبدون قصد.
حتى جاء يوم وكان هناك رجل متدين بفطرة سليمة
يبني بيتا له وسط بيوت الحي،
وفجأة ظهرت له الغرفة.
فهممت بالتكلم فنهرني الجن الساكن في حمادة
وقال: دعني أشرح ولا تكن غبيا مثلهم وتتسرع في الكلام خير الناس المنصت ليحكم في الأمر المستمع إليه،
ولا تدعني أغير فكرتي عنك يا نزيه.
فهززت رأسي بتوتر غير ملحوظ
فقال: رأى الرجل الصالح الغرفة على عمق بسيط من الأرض، وذلك كان فعل جني مؤمن يحب الصالحين
أولا : فعلها تجنبا للنبش والتحضير والأذى للجميع البشر والجن، وثانيا : حبآ في الرجل الصالح.
فدخل الرجل الصالح الغرفة
وكاد يجن مما رآه من كنوز حقيقية،
وآثار التاريخ قديم قدم الإنسان
إهنا اتخذ قرارًا كدنا لا نصدق ما فعل ..
لقد ردم الغرفة وساواها بالأرض
وبدأ بناء بيته كأنه لم ير شيئًا !!
وكان يتابعه ابنه الكبير وقال : لما يا أبي ؟
قال: ربك بعث لي اختبارًا وأكيد نجحت فيه؛
لأن المال الكثير يميل صاحبه عن طريق الصلاح
وأنا لا أريد غير رضا الله،
وحب الجميع والمحافظة عليكم أفهمت يا ولدي؟
فهز الولد رأسه بنعم،
ولكن بداخله كان ساخطا من فعل أبيه،
وبدأ الابن يتربص بالكنز،
ويتحين الفرصة للانقضاض على الغرفة،
وبدأ يفكر ويكلم نفسه ويقول : ولكن كيف أختلي بالكنز
وأنا وأبي متلاصقان بعضنا البعض على الدوام ؟!
نصلي فجرنا ونذهب لأرضنا نرعاها حتى وقت المغيب، ونحضر للمنزل نجتمع وجميع أهل البيت للعشاء،
وبعدها بقليل نخلد جميعا للنوم
وهكذا الحياة بالنسبة لنا ما عساني أفعل ؟
سوف أترك الأمر لفترة حتى يحدث بعد ذلك أمرًا يغير مجري الحياة.
وحدث ما كان يتمناه،
وتغيرت الحياة بالنسبة لأبيه للأفضل؛
وكان سبب التغيير هو ظهور الجن الصالح للرجل الصالح علانية،
وقال: لقد رأيت عليك سمات الإيمان الفطري السليم.
هنا اقشعر بدن الرجل لوهلة من أثر الحضور المفاجئ له وجمع شجاعته وقال: ما أنت؟
قال : مثلك أنا رجل صالح،
ولكن ليس من نوعك أنا جني مسلم مؤمن بربي الواحد الأحد.
فقال الرجل الصالح : وماذا تريد؟
قال : أريد شفاء السقم المنتشر في بلدك هذه.
فهز الرجل رأسه متعجبا من لغز الكلمات،
فقال الجني الصالح: أنا وأنت سوف نعالج الممسوسين، والمسحورين بالقرآن
ولتمام الشفاء لا بد من وجود شركاء الحياة في الأمر؛
حتى يتم بنجاح.
والشركاء أنا جني وانت بشري
هنا تكلم الرجل الصالح وقال : أنا فهمت بعض الكلام،
ولم أفهم بعضه .
فقال الجني لا تعسر الأمر يا أحمد،
فلتجعل الفطنة من خصالك أيها المؤمن،
ولا تحتال علي بعدم فهمك
كل ما في الأمر أنك أختبرت ونجحت في الاختبار،
وبإذن الله سوف ننتصر في حربنا على السحرة والدجالين…
بدأ الابن يفكر فيما حل بوالده من علاج للمرضى،
بعد الرجوع من الأرض
يفعل ما نفعله، وتأتي صلاة العشاء نقيمها
وبعدها يأمرنا بالنوم لكي نستيقظ لصلاة الفجر،
ويذهب لغرفته التي يستقبل بها الحالات المسحورة
كما علمت فيما بعد.
حتى جاءني في يوم هاتف في أذني وأنا أبدأ في النوم،
يقول بكل ما يكمن في صدري وكان أهمهم الكنز
فقال نصا : أعلم ما تريده، ولك الدعم والمساندة في استخراجه بدون نقطة عرق واحدة منك.
هنا انتفضت من فراشي ! وفزعت فزعا رهيبا،
وقلت بتلعثم واضح م …. من .. أنت ؟
هنا سكت الصوت واختفى، وبدأت أهدأ قليلا
حتى جاءني هاجس أن أرى ما يفعله والدي.
ورأيت أبي يقرأ القرآن على رجل،
وهو مستمر في التلاوة حتى انتفض الرجل
وبدأ يتحشرج صوته ويقول : دعني سوف أخرج،
وبدأ يكرر الطلب وأبي لا ينصت له ومستمر في قراءة الآيات حتى صرخ الرجل صرخة قوية وفقدالوعي..
سمعت أبي يتكلم مع نفسه وينظر إلى يمينه
ويقول: لقد خرج المتسلط
كنت أود أن أحرقه ولكن نجا وشفي الرجل.
وبدأ أبي بإفاقة الرجل والاطمئنان عليه،
وبدأ يفهمه ما حدث معه وأعطاه وردا يوميا يقوله
وماء مقروءا عليه القرآن،
وطلب منه عدم تركه للصلاة أبدا؛
حتى لا يرجع مرة أخرى،
واستدعى أبي المرافقين للرجل لمساعدته في الرحيل
لأنه مرهق وأفهمهم ما قاله للرجل المسحور وذهبوا.
وهنا رجعت لغرفتي وأنا مندهش من هذا العالم
وبدأت أجلس على سريري وأقول: أنا منصت .
هنا تكلم وقال: أحسنت يا سيد
رد الابن وقال بثقة: في ماذا أحسنت
فرد الصوت وقال: في شجاعتك لمعرفة المزيد مما سمعته واقتناعك بكلماتي عن الكنز.
هنا اندهش الابن؛ لأنه اقتنع فعلا وكان ينوي التنفيذ
عندما تكلم وقال أنا منصت
فأكمل الصوت وقال: أنا ابن الشاط،
المساعد القوي لملك السرداب ضارووس الخالد.
فرد سيد وقال : أي سرداب ؟ وأي ملك؟
قال ابن الشاط لسيد اسمعني جيدا بإنصات تام،
إن ما رآه أبوك من ذهب كثير ما هو إلا جزء بسيط من السرداب،
وبما أن ملك السرداب لم يأمر بإظهار بعض من كنوز السرداب إلا لصفوته ،
وما فعله الجن الصالح عبد الله في اظهار بعض من الكنز لأبيك قد جعل الملك ضارووس غاضب
ومنذ زمن وهو في نظر الملك عدو ،
وعنده من الحيل ما تجعله يكسب
في كل معركة يدخلها معنا،
وبالنسبة للسرداب فهو مدينة كاملة تحت مدينتكم
وبابها الرئيسي في الجبابين،
وأي مخرج يفتح غير الباب الرئيسي
يكون على يد الجني المؤمن عبد الله.
هنا كان سيد في وضع المعاتيه
من كثرة الغرائب التي يسمعها،
فبدأ ابن ألشاط في نسج خيوطه على سيد؛
لينهي أمر عبد الله ويتقرب أكثر للملك؛
لأنه سيخلصه من عدوه اللدود.
أكمل ابن الشاط كلامه وقال: لقد وعدني الملك أن من يتخلص من عبد الله سوف يجعل الغرفة التي رآها أبوك ملكا له، ويجعله من صفوة المجتمع.
هنا ابتلع السيد ريقه وقال : وكيف طريقة الخلاص يا بن ألشاط ؟
قال : سوف أقول لك غدا، عندما تفعل ما فعلته اليوم من مراقبة أبيك منذ أن يبدأ علاج المسحورين . وصمت.
تكلم سيد بعد فترة صمت ابن الشاط وقال: ولما لم تخبرني الآن؟ ولما تريد مني مراقبة أبي؟
لم يسمع ردا، فكرر، فلم يرد مرة ثانية
هنا علم سيد أن ابن الشاط قد ذهب.
جلس سيد يحاور نفسه قليلا ويقول :
ولما أنا من يريد أن يعطيه الكنز؟
وكيف سأساعده في التخلص من الجن المؤمن عبد الله
وهو وملكه ضارووس لم يقدروا أن يصيبوه بمكروه؟
سوف أخلد للنوم،
وأنتظر الغد لمعرفةطريقة كيفية الفتك بعبد الله .
أتى الصباح سريعا كأنه مكوك انطلق من توه،
وكما كل يوم يصلون ويذهبون إلى الأرض،
ولكن كانت هناك أحداث كثيرة تمت هناك .
كان سيد وإخوته وأبوهم يعملون بجد حتى أتت الساعة العاشرة، وهو وقت راحة بسيطة لهم
كل واحد من أولاد الرجل الصالح ذهب لمكان استراحته، وذهب سيد وأبوه لمكانهم تحت العريش المصنوع من الجريد
وبعض الأعمدة الخشبية،
جلسا وبدأ سيد يجهز أكلا خفيفًا وأشعل نارا لعمل الشاي.
وأثناء انشغاله لمح أباه يقف وهو ينتظر أحدا ما قادما، واقترب شخص لا أعرفه والمفاجأة أن أبي لا يعرفه أيضًا . دخل وألقى السلام وجلس،
وبدأ يتكلم مع أبي وكنت أختلس السمع ولا أسمع شيئًا.
حتى بدأ الصوت بينهما يحتد ومما سمعته كان على لسان أبي وهو ثائر ماذا تقول يا رجل، أكفرت ؟
كنت ذا هيبة ووقار في نظري عند قدومك،
أما الآن فلا أنت مرحب بك هنا
هيا انصرف قبل أن أغضب عليك.
فضحك الرجل بسماجة وقال: لن تقدر على محاورتي
ولا أذيتي، أنت عبد لجن يلعب بك كيفما يشاء.
هنا قام الأب وبدأ في ضرب الرجل بغضب
والرجل يضحك حتى تلقى خبطة على رأسه بعصا غليظة، وهنا لفظ الرجل أنفاسه الأخيرة !!
تحسس سيد رقبة الرجل فعرف أن روحه فارقته؛
فنظر لأبيه فرآه جالسا يبكي ويأتي بالتراب ينثره على رأسه، ويقول: قتلت الرجل .. قتلت الرجل.
وكانت الناس مجتمعين من بداية الضرب حتى أرادوا أن يفرقا بينهما، ولم يقو أحد أن يتقدم!
ولكن كان هناك الخبث من يدير المعركة من بعد
أتت الشرطة المصرية سريعًا،
وألقت القبض على الأب،
وأخذت بعضا من الناس ومن بينهم سيد ولده
واعترف أنه قد فقد عقله عندما شتمه الرجل.
وبدأ استجواب الجميع
وانتهى اليوم بحبس الأب على ذمة القضية
وانصرف الناس لبيوتهم وسيد لبيته الذي كان مليئا بالناس والبكاء من الأم والأطفال الصغار.
فأمر سيد الكل بالرحيل؛
لكي يستريحوا من عناء هذا اليوم المشئوم .
ودخل سيد غرفته وهو يكاد يجن؛
كيف أن رجلا يجعل أباه الصالح الحليم أن يثور ويقتله ؟!
فجاءه صوت يقول : أنا من فعلت يا سيد.
هنا انتفض سيد وقال : ولما أبي وأنت قلت لي أنك سوف تطلعني على الخطه وليس تنفيذها ؟!
هنا زار الصوت وقال: ومن أنت لكي أستشيرك ؟ !!
ما أنت إلا عبد طائع ولك الكنز فقط.
أرتجف سيد من ماسمعه من إبن الشااط
وسوف أرضي فضولك وأقول لك لما فعلت ذلك بأبيك؛
لأن الجن المؤمن عبد الله قوي بأبيك،
وكلما اجتمعا شركاء الحياة فلن نقدر عليهما،
وكما حكيت لك أنه قوي بدون أبيك فكيف تكون قوته بأبيك ؟
فأردنا أن نصدمه بفراق أبيك للأبد بحبسه،
ونقضي عليه بخطة مدبرة
لا يستطيع التخلص من شباكها . أفهمت ؟
أما ما عليك فعله هو أن تجلس في غرفة أبيك،
وسوف يأتيك عبد الله ويتكلم معك بإحلالك مكان أبيك
وسوف تقبل العرض حتى أعلمك القادم.
بدأ يفعل ما قيل له، وينتظر كل ليلة حتى صلاة الفجر، ويذهب للأرض ويترك إخوته فيها
ويذهب للاطمئنان على أبيه
حتى يتم الحكم في قضيته،
وهكذاالحال لمدة أيام حتى سمع همسا يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فعرف أن الجن المؤمن قد حضر فتوتر
وقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تكلم الجن المؤمن وقال: أعلم أن ما أصاب أبوك ما هو إلا تدبير شيطاني وأنا عليم بما حدث.
هنا توتر سيد، فأكمل الجني عبد الله
وقال: أعلم أن شيطانا ملعونا يُدعى ابن الشاط
قد تمكن من دخول شخص والتحكم التام في أفعاله،
وقد استفز أباك حتى بدأ أبوك يضربه .
هنا خرج ابن الشاط وترك الرجل
وابتعد ليراقب من بعيد نهاية الخطة،
وكانت كما تمنى وهي قتل الرجل
ليحبس أباك لكي أضعف
ولكن ما لا يعلمه أن ملكه ضارووس
يخشاني أكثر من إبليس نفسه؛
وذلك لأسباب قديمة قدم الجن .
أما الآن فأنا أريدك أن تكون معي مثل أبيك،
نصنع الخير ونشفي السقم ونبطل السحر،
وننتقم من السحرة ما رأيك؟
هنا تلجلج سيد ولم يقدر لسانه النطق؛فهو مشوش،
هنا تكلم الجن المؤمن وقال: سوف أتركك لنهاية الأسبوع، وسوف آتيك يوم الجمعة القادمة لتقول لي قرارك،
وإذا أردت أي شيء سوف أكون في العون،
وأنت الآن تحت أعيني أفهمت يا سيد؟
فهززت رأسي، فألقى السلام وذهب،
وأنا في حالة من التيه؛ أين ابن الشاط ؟
وكيف لم يعرف الجن المؤمن بوجود ابن الشاط ؟!
أنا ألعن عالم السحر والجن والسحرة وأفعالهم؛
إنهم ماكرون خادعون سوف أصلي صلاة استخارة لربي
أن يهديني الصراط المستقيم.
انتهى من صلاته وذهب لفراشه ونام نوما عميقا
كأنه لم ينم منذ ولادته استيقظ لصلاة الفجر،
وبدأ يوقظ البيت جميعه،
حتى لاحظ أن والدته لم تجبه ولم تجهز الإفطار؛
هنا قفز قلبه من مكانه خوفا من أن تكون أصابها مكروه
ذهب بسرعة للغرفة ودخل دون استئذان،
ورأى والدته نائمة على جنبها الأيمن،
فبدأ ينادي: أمي .. استيقظي.فلم تجب،
ذهب وبدأ يتحسس وريدها فعلم أنها ماتت
فبدأ يصرخ ويبكي ولاحظ علامات خنق على رقبتها،
تجمع الجيران ورأوا الابن يبكي،
ودخلت أختها ورأت العلامات على الرقبة؛
فنظرت لسيد وهي تقول: لما خنقتها ؟!!
هنا فزع سيد من اتهام خالته الذي سرعان ما سمع الجميع العبارة أن السيد خنق والدته،
وجاءت الشرطة وأخذت سيد .
وبدأ ابن الشاط يقف فوق غرفة الكنز ويقول: لقد أتممت مهمتي يا ملك السرداب،
لقد أحسست أن السيد قد أنار الله بصيرته
وقرر أن يتبع عبد الله أخاك أيها الملك؛
فكل من يتبعه سوف أجعل منه عبرة.
هنا تكلم بجرأة وقال: هيا أيها الملك،
أرنا ما أنت فاعل في أخيك الجن المؤمن هاردوس
سمع ابن الشاط زئيرا يصم الآذان،
وتكلم الملك وقال: لا تتدخل بما ليس لك به علم،
وسوف أحذرك لآخر مرة ألا تشغل بالك بأخي هاردووس، وسوف تخبئ الكنز؛
حتى يأتي زمان يكثر فيه صيادي الكنوز،
حينها سوف نفعل ما نرید.
ومن يومها يا نزيه والسحرة يحاولون في هذه المنطقة حتى يعثروا عليه وقد استعانوا بأخبث أنواع البشر من السحرة السفليين، ومعهم ابن الشاط وزروعان،
ومن ورائهم ضارووس الخالد.
عندما انتهى من قصته قلت له: لقد فهمت أنك لن تجعل أحدا يأخذ الكنز، وأنك الجن المؤمن عبدالله .
فاتبسم وقال: نعم، وأنا أحسنت الاختيار،
وما عليك فعله لإنقاذ صديقك هو أن تخرج للشارع،
وتقول كلمات بسيطة وهي: إن لم تنته أيها العبد الأسود،
من أذى للناس سوف أبلغ الشرطة عن تنقيبك عن الكنز،
ولا تنس أن كل بيت به مريض هنا استأذن المجلس،
ولاحظت أن صديقي بدأ يستعيد نضارة وجهه،
وبدأ يكلمني وكأن شيئا لم يحدث معه.
نزلت أنا وإبراهيم وفعلنا كما قال،
وأزدت كلمات من عندي وهي : أن البيوت ضعيفة،
وأن الحفر متعمق، وقد تهدم البيوت في لحظة.
وانصرفت أنا وإبراهيم بعد مشقة وتعب ذهبت لبيتي
وجلست مع أولادي ونمت نوما عميقا به بعض الأحلام،
ولكنها أحلام.
حتى استيقظت على صوت الموبايل
ونظرت لمن المتصل فرأيته إبراهيم
فلم أرد قبل أن أستفيق.فنظرت للشاشة مرة أخرى
رأيت أكثر من خمسين اتصالا مختلفين،
كان أكثرهم إبراهيم إفاتصلت على الفور.
فرد بفرح وقال: لقد جاءت الشرطة وتمكنت من القبض على المنقب ومعه بعض الرجال في حالة تلبس،
وبما أنك قد أنجزت المهمة فالجن المؤمن
يريدك الآن عند حمادة؛
ليهديك هدية هذا ما قاله حمادة لي،
فأسرع يا نزيه حتى ننتهي من هذا الأمر.
جاءني صوت في أذني أن لا تذهب
الساحر الزفر لم يلق القبض عليه،
وهو يريدك وبشدة وكذلك الملك ضارووس
وهديتك هي ما بيدك الآن.
فنظرت ليدي ورأيت خاتما يخطف القلب قبل النظر
ففرحت، وأكمل الصوت وقال: هذه حمايتك،
ولا تذهب لمنطقة حمادة مرة ثانية،
وأن الله سوف ينجيك من مكرهم،
وهذا خاتم عليه بعض التعاويذ التي تحجبك عنهم.
فتكلمت وقلت: شكرا لك أيها الملك هاردوس
فضحك وقال: حقا إنك ذكي،
وسوف أحكي لك القصة من بدايتها في يوم آخر.