أنا مازن، شاب في الواحد والعشرين من عمري وأعيش في ريف احد المدن العربية. منذ طفولتي، كنت أحاول الاعتماد على نفسي وساعدني والدي في ذلك. كنت أعمل في المتاجر أثناء الإجازات وأكسب بعض المال من جمع وبيع الخردوات. لكنني كنت أبحث عن طرق لزيادة دخلي، فقمت بالبحث عن صغار الحمام لبيعها في السوق، وكانت تلك فرصة لكسب المزيد من المال. لكن مع مرور الوقت، بدأت تواجهني صعوبة في العثور على صغار الحمام.
لذا، قررت الذهاب إلى عم ادهم، صاحب دكان صغيرة والمشهورة في قريتنا في قريتي، وطلبت منه إرشادي إلى منازل مهجورة لأتمكن من العثور على الحمام. بدأت الأمور تأخذ مجرى مثير عندما ذكر لي منزل “هدا” الذي يقع خارج القرية بالقرب من الغابة.
فرحت كثيراً، لكن عم ادهم حذرني قائلاً إن المنزل يقال إنه مسكون بالجن. لم أعر تحذيره اهتماماً واحتفظت برأيي الخاص حول ما سمعته. وعندما وصلت إلى المنزل، كان شعور غريب يراودني، لكنني أصررت على المهمة.
عندما دخلت المنزل، أصبت بالدهشة مما رأيت. ماذا؟ كان المنزل نظيفاً جداً بشكل غير متوقع، ولم أكن أصدق أن هناك من يعتني به. كما أنه كان هناك شجرة تين كبيرة في وسط المنزل. بدأت أسمع أصوات الحمام، وأيضاً لاحظت وجود صندوق قديم زاويته مغبرة، وبداخلها ورقة قديمة مكتوب عليها رموز غريبة.
وبينما كنت أستكشف، سمعت صوتاً من أسفل المنزل. وعندما نظرت، رأيت رجلين مسنّين يجلسان قرب الشجرة. لكنني شعرت بالرعب عندما اقتربت أكثر ولم أفهم لماذا كان هناك شخصان داخل هذا المنزل المهجور.
لذلك، قررت أن أخرج بسرعة من المنزل قبل أن يلاحظاني. لكن الأمر لم يتوقف هنا. بعد فترة، بدأت أتعرض لتجارب غريبة حيث كنت أرى أشخاصاً يتجسدون أمامي في شكل دخان، وكنت أسمع أصوات يدعوني للبقاء
وفي تلك الليلة، قابلت امرأة تدعى زينب ورجل يدعى عبد الرحمن. تبين أنهما من الجن، وأخبراني بأنهما يتمتعان بصلاحية لمساعدتي. قالا لي إن المنزل كان في يوم من الأيام ملكاً لامرأة عظيمة تدعى هدا، التي كانت تشتهر بعلاج الناس والتصدي للأرواح الشريرة، لكن بعد وفاتها، بدأ الشر يتغلب على المنزل.
وعداني عبد الرحمن وزينب بتعليمي بعض الأمور لحماية نفسي ومساعدة الآخرين. بدأت أتعلم كيفية التحصينات ورقية الشفاء من الجن، كما تعلمت الكثير عن الأعشاب التي تؤثر عليهم.
بعد شهر من التدريب، كنت جاهزًا لمواجهة الجني الشرير الذي يعيش في المنزل. انتظرت حتى غروب الشمس ثم توجهت إلى المنزل، وبصحبتي عبد الرحمن وزينب. استخدمنا الماء المقروء عليه القرآن لقهر الجني، وبالفعل نجحنا في إضعافه وطرده.
بعد التخلص من الجني الشرير، قدم عبد الرحمن وزينب لي صندوقاً مليئاً بالذهب كهدية ليساعدني على الانتقال إلى المنزل واستعادة مهمتي في مساعدة الآخرين.
ومنذ ذلك اليوم، بدأت أعيد ترميم المنزل وأستمر في مهمة هدا في علاج المرضى ومساعدتهم على التخلص من الأرواح الشريرة. تعلمت الكثير من هذه التجربة، ولم أعد أعتبر ذلك مجرد قصة غريبة، بل بفضل العناية الإلهية والدعم من زينب وعبد الرحمن، استطعت الانتقال إلى مستوى جديد من الوعي والمعرفة. لذلك، تذكروا دائماً أن هناك عالمًا خفيًا من حولنا، ومعرفة كيفية التعامل معه يمكن أن تكون مفتاحًا للنجاح.