بقلم:سامر ابراهيم
في اصعب ايام فصل الشتاء قرر ابي حينما كنت صغيرا ان يذهب الى الريف حيث كان يوجد احد اعمامي كي يناقشه في امور هامه ظل عنده لساعات طويله قضاه معه في نقاشات لم افهم منها اي شيء حتى احتدم الامر بينما وصل الى علو الصوت وهنا قر ابي مغادره المكان بل العوده الى المدينه حيث نقطن ولكن الساعه قد اشارت الى وقت متاخر من الليل وعرض عليه عمي ان يبيت عنده هذه الليله ثم يرحل في الصباح ولكن ابي اصر على موقفه الامر الذي لم يكن يعمل حسابه هو انه لا يوجد في هذه الساعه بل وقبل ذلك اي وسيله مواصلات للانتقال ولكن مع اسرار ابي دبر لنا عمي سياره نصف نقل كي تقل لنا حتى اول الطريق العمومي ومن هناك نستطيع تدبر امرنا وبدا ابي بالاشاره للسيارات الماره وما هي الا لحظات حتى توقفت امامنا حافله تابعه لاحدى الشركات اسرعنا بالركض اليها سويا بعدها سال ابي رجل ينزل من الباب عن ما اذا كانت ذاهبه الى مدينتنا فاجابه بنعم جلسنا حوالي ثلث ساعه وكنت اجلس بجوار النافذه لاحظت عندها اننا لا نسير في الطريق الصحيح فنبه ابي الى ذلك الذي انزعج حينها وتوجه مباشره الى السائق لماذا تخرج عن المسار الرئيسي الى المدينه فاجابه بانه متوجه الى مدينه اخرى فاستعجب ابي وساله لقد سالت شخصا كان ينزل من الحافله قبل صعودي اليها عن وجهه الحافله فاخبرني بانها متوجهه الى حيث اقصد فكيف يكون ذلك انا لم اقف لانزل احدا معي ولم ينزل من الحافله احد لقد توقفت رافه بك وبصغيرك حينما اشرت الي تملك ابي الذهول المختلط بالغضب مما قال ذلك السائق فطلب منه في الحال النزول واشار الي كي انزل معه توقف السائق بعد ان اخذ يضحك بسخريه من ابي وقال له اذا نزلت لن تعود الى منزلك الليله نزلنا من الحافله وقد اخذ ابي الضجر وانا قد اخذني الرعب لان الطريق كان حالك للغايه مليء بالضباب حتى اننا لا نكاد نرى بعضنا مشينا دقائق حتى مررنا بمنطقه صغيره يتجمع عندها بعض القرويين الذين اشعلوا النار بالحطب واخذوا يتسامرون سلمنا عليهم وسالهم ابي عن الطريق فاخبروه بانه اذا انتهى من ذلك الشارع الذي نحن فيه فسيجد طريقا تمر منه السيارات المتجهه الى مدينتنا اما حاليا فما من سبيل كي يقطعوا ذلك الشارع الا سيرا على الاقدام سالتهم انا عن طوله رد علي احدهم وهو يضحك بشكل غريب بانه امامنا 20 من الكيلومترات كي نقطعها سيرا حينها فقد ابصرت حمره في عين ذلك الرجل تلمع بشكل غريب فالتفت الى زمايله فوجدت بهم نفس الاعين الامر الذي جعلني احث ابي على الذهاب سريعا بدانا في السير وانا قد اصبحت في غايه التعب والارهاق الممتزج بالرعب من طريقنا ومع هبوب رياح بارده تاتي من خلفنا لها سرير وصفير عات كانها الف شبح يطاردنا بدا جسدي يرتجف ليس من البرد فحسب ولكن من الاصوات التي قد بدات تطرق مسامعي قد ميزتها اذناي عن صوت رياح وبدت لي كانها صوت ضحكات شامته من حالنا تصدر من عجوز خبيثه كمثل ضحكات الساحره الشريره في افلام الكرتون قلت في نفسي من المؤكد انني اتوهم فسالت ابي عن ما اذا كان يسمع تلك الضحكات مثلي شرد بذهنه برهه من الزمن واحسست بتغيير لونه مع ما ظهر من ملامحه من خلال ضوء السيجاره والتي اشعلها قبل ذلك ووضعها في فمه في تلك لحظات ثم استدرك وكانه يحاول طرد فكره رهيبه قد دارت في ذهنه موجها الي اللوم على انني اعيش في الوهم ومع تكرار تلك الضحكات بين حين واخر والتي لا اعلم مصدرها او من اي جهه تطلع علينا بتلك الهيئه المفزعه استمرينا في السير وقد مضى على سيرنا اكاد احسبه كسن عجاف وفجاه برز من بين الخوص والذي يرتسم ويسار الطريق حيوان ذي اربعه اطراف يمشي عليها يرتفع عن الارض بمقدار كبير يفتح فكه ويبرز اسنانه وتلمع عيناه برغم الظلام الذي نعيش فيه وبدا يسير ناحيتنا وكانه عازما على الشر لنا ثم انه قد سار مره بجوار ابي تاره امامنا وتاره بجواري وتاره اخرى من خلفنا اخبرني حينها ابي بانه ذئب ولولا اشعاله السيجاره لنقضى علينا حرص ابي على دوام اشعال السجائر الواحده تلو الاخرى دون انطفاء وامسك بيدي كي لا ابتعد عنه وبعد مطارده ذلك الذئب الشرس لبعض الوقت الذي ليس بالقليل ذهب عنا مسرعا وهو ينظر وراءه وكان شيئا يطارده نظر ابي ناحيه ما كان ينظر اليه ذلك الذئب واذا بامراه عجوز تنادي علي ابي بصوت بحيح وتشير اليه بالقدوم ناحيتها فتردد ابي للحظه ثم قرر الذهاب اليها متعجبا من امرها سمعتها تقول له امضي في طريقك انت وولدك من غير الالتفات وورائك والا سياخذونكما من غير رجعه وستصل باذن الله الى نهايه الطريق في وقت قصير سالها ابي من الذين سياخذونا فردت عليه بان لا يسال وان لا يحاول ولو للحظه ان نظر من خلفه وال وقع المحظور ويحدث ذلك الشيء السيء له ولولده فشكرها ابي ثم انصرفنا لنكمل مسيرتنا وبعد دقائق قليله وفي اثناء سيرنا احسسنا بمن يسرع الخطى ورائنا واصوات الناس تلهث من الجري هممت بان التفت ورائي كي ابصر ماذا يحدث ضغط ابي على كفه يدي بقوه وقال لي لا التفت وراءك اما سمعت قول العجوز وكانه قد صدق كلامها وفعلا بعد بضعه دقائق معدودات مرت علينا في اثناء سيرنا بعد مقابلتنا لتلك العجوز ونحن نشعر بمن يطاردنا من خلفنا ونسرع الخطى لذلك بدون الالتفات الى الوراء وجدنا على مرمى البصر اضواء تبين لنا فيما بعد بانها اضواء الطريق العمومي الذي نرب اليه فحمدنا الله تبين لنا فيما بعد بانها اضواء الطريق العمومي الذي نرب اليه فحمدنا الله تعالى وبدانا نحث اقدامنا على الاسراع حتى نبلغ ذلك الطريق ومن حينها بدا صوت المطاردين خلفنا ومن حينها بدا صوت المطاردين خلفنا يقل شيئا فشيئا بل ويبتعد عنا واصوات الناس تخرج معه كانها صراخا مشوب واصوات الناس تخرج معه كانها صراخ بالحسره وصلنا الى الطريق الرئيسي واخذنا انا وابي بالاشاره الى السيارات الماره حتى توقفت امامنا سياره ميكروباس نظر الينا سائقها وهو مذهول ويقول لابي ماذا تفعلون هنا اخبره ابي بانه قادم من ذل الطريق الذي كنا فيه ولا يعلم الى اين يصير حمد الله لنا ذلك السائق وقدم لنا شربه ماء واخبرنا بانه ذاهب بالفعل الى مدينتنا ثم انه اخبرنا بخبر عجيب وهو ان خروجنا من هذا الطريق هو في حد ذاته اعجوبه نظرا لان الطريق مسكونه وكم من الحوادث قد جرت به والتي راح ضحيتها عدد كبير من الناس بل وان تجار المخدرات كانوا يجدون في جوانبه ملجا لهم حتى عزفوا عن ذلك نظرا لانهم كانوا يجدون في صبيحه كل يوم واحد منهم ميت وبالذات اذا كان عليه مناوبه الغفاره والحراسه لهم ليلا وعلى وجهه اماره الفزع او يختفي احدهم دون العثور عليه حتى افراد الشرطه والذين كان على علم باتخاذ تاجر ممنوعات جوانب ذلك الطريق ملاذا لهم الى انهم كانوا لا يجرؤون على المضي فيه اخبر ابي السائق بان عليه الا يقول له ذلك امامي نظرا لكوني طفلا حتى لا افزع ضحك السائق ضحك السائق وقال ان لنا عمر جديد لن جاتنا من ذلك الطريق ومكافاه منه لنا على ذلك فانه لن ياخذ منا اجره في مقابل ايصال الى مدينتنا وصلنا بحمد الله تعالى مدينتنا في سلام عند طلوع الفجر والتي لم اصدق باننا قد مضينا الليله الماضيه في ذلك الرعب المميت وبان قد عدنا الى منزلنا في سلام