في إحدى الغابات الكثيفة التي تحيط بها الأشجار الكثيفة والمظلمة، كان هناك منزل قديم مهجور منذ سنوات عديدة. لم يكن أحد يعرف من كان يعيش هناك أو ماذا حدث لهم، لكن القرويين الذين كانوا يعيشون في القرى المجاورة كانوا يتجنبون الاقتراب من هذا المكان مهما كانت الظروف. الجميع كان يعلم أن هناك شيئًا غريبًا في ذلك المنزل.في يوم من أيام الخريف، قررت مجموعة من الأصدقاء المغامرين أن يستكشفوا هذا المنزل المهجور. كان بينهم سامي الذي كان دائمًا يحب المغامرة، وليلى التي كانت شجاعة للغاية، وماجد الذي كان يملك فضولًا زائدًا عن الحد، ودينا التي كانت تشعر دائمًا بشيء غريب حول هذا المكان. لكنهم أصروا على المضي قدمًا. كان لديهم فكرة أن يكونوا أول من يكشف الأسرار التي يخبئها هذا المنزل.وفي صباح اليوم المشؤوم، ركبوا سياراتهم وانطلقوا نحو الغابة. كانت السماء ملبدة بالغيوم، والرياح تعصف بالأشجار كأنها تحاول إبعادهم عن هذا المكان المحرم. بعد ساعات من السير عبر الغابة، وصلوا أخيرًا إلى المنزل. كان يبدو مهدّمًا، نوافذه مكسورة، وأبوابه مفتوحة وكأنها تنتظرهم. الأشجار حول المنزل كانت متشابكة وكأنها تحاول محاصرة المكان. كانت هناك رائحة عفنة تنبعث من داخل المنزل، وكانت الأرض مغطاة بالأتربة والركام.لا أعتقد أنه يجب علينا الدخول”، قالت دينا بصوت مرتجف، “يبدو أن شيئًا ما غير صحيح هنا”. لكن سامي ضحك وقال: “أنت تخافين من الأشياء التي لا تفهمينها، نحن هنا لنكتشف الحقيقة”.دخلوا المنزل بحذر. كانت الأضواء ضعيفة، وكان الجو رطبًا مما جعل المكان أكثر كآبة. ماجد كان يحمل كاميرا لالتقاط أي شيء غريب قد يحدث، بينما كانت ليلى تتفقد الغرف واحدة تلو الأخرى. بينما كانوا يستكشفون المنزل، اكتشف ماجد غرفة مغلقة كانت مخفية خلف ستارة قديمة. دفع الستارة ليفاجأ بابن الغرفة. كانت الغرفة مليئة بالأثاث المكسور والأوراق المبعثرة، لكن كان هناك شيء آخر على الحائط. كانت توجد رسومات غريبة لأشخاص مشوهين وأشكال غير طبيعية.”انظروا إلى هذا”، قال ماجد وهو يوجه كاميراته إلى الرسومات، “هذه رسومات قديمة، ربما تعود لأشخاص كانوا يعيشون هنا”. لكن دينا كانت قد شعرت بشيء غريب لم تكن قادرة على تفسيره. “شعرت بشيء يراقبنا”، قالت بصوت منخفض. ثم شعرت ليلى بشيء يلمس ساقها، نظرت بسرعة ورأت يدًا صغيرة تخرج من الظلام لكنها اختفت فجأة. “هل رأيتم ذلك؟”، صرخت ليلى وهي ترتجف.بينما كانوا يتجولون في المنزل أكثر، بدأوا يسمعون أصواتًا غريبة تأتي من الطابق العلوي. كانت أصوات خطوات خفيفة وكأن شخصًا آخر كان يتجول في المكان. كلما اقتربوا من السلم المؤدي إلى الطابق العلوي، كانت الأصوات تصبح أكثر وضوحًا حتى بدا وكأن شخصًا كان يراقبهم.اذهب إلى الأعلى”، قالت دينا وهي تقف متجمدة في مكانها. “هناك شيء خاطئ هنا، يجب أن نغادر الآن.” لكن سامي كان قد قرر أنه لا بد من اكتشاف الحقيقة مهما كانت العواقب. “سنذهب إلى الطابق العلوي، لن نتراجع الآن.” عندما وصلوا إلى الطابق العلوي، بدأوا يشعرون بشيء ثقيل في الهواء كما لو أن الضغط على صدورهم قد زاد. كانت الجدران مهدمة والهواء يلفح في إحدى الزوايا. لاحظوا بابًا مغلقًا وقرروا فتحه. بمجرد أن دفعوا الباب، فوجئوا بغرفة صغيرة جدًا مليئة بالمرايا المتصدعة. في وسط الغرفة، كان هناك كرسي خشبي قديم يجلس عليه شخص لا يُرى، فقط الظل كان يظهر في المرايا.فجأة بدأ الصوت يعود بشكل متسارع. كانت الخطوات تزداد في الصوت والسرعة حتى أصبحت أكثر من مجرد خطوات. كان هناك شيء ضخم يركض نحوهم في الظلام. ركضوا جميعًا بسرعة نحو السلم، لكن السلم بدأ يتحرك وكأن شخصًا ما كان يحاول إغلاقه. كانت الظلال في المكان تزداد كثافة، وكان الهواء يثقل التنفس. بمجرد أن وصلوا إلى الأسفل، شعروا بشيء يلاحقهم. “اركضوا!” صرخ ماجد وهو يسحبهم خارج المنزل. كان الظل الذي يطاردهم يظهر في المرايا ويزداد قربًا. تمكنوا أخيرًا من الهروب من المنزل والعودة إلى سياراتهم، لكنهم لم يشعروا بالأمان حتى بعد أن غادروا الغابة.كان كل واحد منهم يشعر بأن شيئًا غير طبيعي قد حدث، وكأنهم تركوا شيئًا وراءهم. في تلك الليلة، كان سامي أول من شعر بشيء غريب. كان يحلم بنفس المنزل المهجور ويشاهد في حلمه شخصًا مختبئًا في الظلام يراقبهم طوال الوقت. بالنسبة لبقية الأصدقاء، لم ينته الكابوس بعد. كان هناك شيء ما لا يزال يتبعهم، ولم يكونوا يعرفون ما هو، لكنهم كانوا على يقين من أنه لن يتركهم أبدًا. منذ تلك الليلة، لم يظهر الأصدقاء معًا مرة أخرى. البعض يقول إنهم أصيبوا بجنون، وآخرون يعتقدون أنهم اختفوا في الغابة إلى الأبد. لكن مهما كانت الحقيقة، لا يزال المنزل المهجور في الغابة ينتظر من يجرؤ على دخوله. وتظل أصوات الخطوات في الليل تذكر الجميع بأنه لا شيء يموت حقًا في هذا المكان.
المنزل المهجور وسط الغابة
المنزل المهجور وسط الغابة
Facebook
WhatsApp
Telegram
X