فرسان الهيكل
واحد من أخطر التنظيمات السرية في التاريخ كان يُعتبر أول جيش سري دائم في أوروبا له سطوته ونفوذه وقوته وجبروته. ظهر خلال فترة الحروب الصليبية في العصور الوسطى وحتى اللحظة الراهنة. الهدف من تأسيس التنظيم كان لغزًا لم يتم الكشف عنه. الهدف المُعلن لتأسيس التنظيم كان حماية الحجاج المسيحيين وهم في طريقهم للقدس، لكن اكتشافات العلماء أكدت أن التنظيم وصل إلى الملك سليمان ووصل أيضًا إلى آثار وتراث بني إسرائيل. حصل صدام بين التنظيم وبين العديد من ملوك أوروبا، إذ تحول التنظيم إلى سلطة أعلى من سلطات كل الملوك، مما جعله هدفًا لحروب كثيرة. هذا التنظيم، المعروف باسم فرسان الهيكل، كان مصدرًا لقصص وأساطير ووثائق واكتشافات عبر التاريخ. وخلال الحلقات المقبلة، سنرصد الإجابة عن أسئلة كثيرة حولهم، مثل: هل تم إرسالهم فعلاً إلى القدس لحماية المسيحيين أثناء الحج، أم تم إرسالهم في مهمة سرية للعثور على الكنوز المدفونة تحت المعابد والأماكن المقدسة، بما فيها كنوز معبد سليمان؟ كل ذلك ومعلومات أخرى سنتوقف عندها خلال الحلقات المقبلة. لنبدأ الآن القصة من البداية، بعد الحملة الصليبية الأولى على القدس سنة 1099 ميلادية، حيث كان الصليبيون مسيطرين بشكل قوي على مدينة القدس بالكامل، لكن المناطق المحيطة بها كانت مليئة بقطاع الطرق الذين كانوا يهاجمون الحجاج المسيحيين القادمين للقدس. بناءً على ذلك، قدم الفارس الفرنسي هيوجاس دي بانز طلبًا للملك بلدوين الثاني، ملك القدس، لإنشاء تنظيم من الفرسان المدربين لحماية الحجاج المسيحيين. وافق ملك القدس على الطلب وأعطى التنظيم ميزة الإقامة في القصر الملكي بجبل الهيكل في القدس، ومن هنا جاء اسم “فرسان الهيكل حملة شرسة جدًا لتقويض نفوذ البابا تم ذلك من خلال قمع سلطة فرسان الهيكل وفي ذات الوقت كانت فرصة للملك فيليب للاستيلاء على جميع الأموال الضخمة التي يمتلكونها. يوم الجمعة 13 أكتوبر سنة 1307 تم القبض على جميع فرسان الهيكل في فرنسا بأمر من الملك فيليب بموجب محاكم التفتيش وتم تعذيبهم بطريقة وحشية للاعتراف بالاتهامات الموجهة إليهم وهي الهرطقة والشذوذ والأنشطة غير النزيهة وغيرها من الاتهامات. هذه الاتهامات كانت تستوجب الإعدام ومصادرة الممتلكات، وهو ما أراده الملك فيليب. وتحت وطأة التعذيب اعترفوا بهذه الاتهامات، مما منح الملك فيليب المبرر لإعدامهم ومصادرة أموالهم. وبناءً على كل هذه التداعيات، ولتفادي أي صدام بين سلطة البابا وسلطة الملوك، سنة 1312 أصدر البابا كليمنت الخامس أمرًا بابويًا بحل تنظيم فرسان الهيكل نهائيًا. بعد ذلك، لجأ التنظيم إلى العمل في الخفاء وابتعد بسرعة عن الأضواء مع استمرارهم في ممارسة أعمالهم السرية وتحركاتهم المليئة بالغموض. بعد مرسوم البابا بحل التنظيم، اختفى فرسان الهيكل من صفحات التاريخ. تشير الوثائق التاريخية إلى أن الأسطول البحري الخاص بفرسان الهيكل اختفى أيضًا، وهناك احتمالات تقول إنهم هربوا إلى اسكتلندا أو سويسرا أو جبال القلب، حيث تعتبر هذه الأماكن مثالية للاختفاء. استمرت بقايا فرسان الهيكل كحكاية غامضة تتناقلها الأجيال، خصوصًا مع وجود تقارير تشير إلى أن التنظيم تحول إلى تكتلات سرية تدير الاجتماعات والمحافل وتسيطر على مراكز مالية حتى اليوم. لا تزال هناك ألغاز كثيرة محيطة بهم، بما في ذلك التسع سنوات التي قضوها في مدينة القدس عند تأسيسهم، حيث لا يعرف أحد ماذا كانوا يفعلون داخل جبل الهيكل. تذكر الوثائق التاريخية أن التسع رهبان المؤسسين كانوا في منتصف العمر وقضوا وقتهم بالكامل داخل جبل الهيكل، وكانوا يعتقدون أن كنوز الملك سليمان مخبأة هناك. أكدت اكتشافات أثرية لاحقة، مثل تلك التي حدثت في عام 1867، أن فرسان الهيكل كانوا ينقبون عن كنوز الملك سليمان واليهود الذين تركوا كنوزهم بعد غزوات الرومان سنة 70 ميلادي. تشير النظريات أيضًا إلى أن فرسان الهيكل كانوا يحرسون الكأس المقدسة وكنوز سيدنا سليمان. تعتبر هذه الاكتشافات والنظريات مثالًا على الغموض الذي يحيط بتنظيم فرسان الهيكل، الذي لا يزال أحد أخطر التنظيمات السرية في التاريخ
إرسال التعليق