جبل ق
في أبعاد الأرض الواسعة الممتدة، يُحكى عن جبل ضم عالمنا كما يضم بياض العين السواد. جبل أبعد من جبال لاموريا وأعمق من موميرو، تحدثت عنه المخطوطات والأرشيف باسم جبل السماء. عبر كتب القدماء وبين حضارات السابقين، تراوحت الروايات بين الحقيقة والخيال عن جبال عظيمة، بعضها يحيط بالأرض وأخرى في وسطها. ولكن ما وجد في غالبية خرائط المسلمين وغير المسلمين من شرقيين وغربيين كان أمرًا مشتركًا، وهو رواية الجبل العظيم. ذكرت الكتب القديمة أرضًا منفصلة عن عالمنا على شكل واحة عاشت فيها الأسرار والأماني. كانت تلك الحكايات تشغل الجغرافيين والمفكرين وهم يتساءلون: هل ستكشف أمامنا أسرارها العتيقة أم ستبقى خفيةً؟ هل جبل السماء مجرد قمة من قمم الجبال، أم أنه يحمل في باطنه لغزًا من ألغاز الأرض؟ ما قصة ما بعد الجدار؟ وأين موقعه؟ وما علاقته بذي القرنين وقومي يأجوج ومأجوج؟ هل هو الحاجز بين أرضنا وما وراءها، أم أنه مجرد رواية لا مكان لها في الوجود؟ في هذا الوثائقي الغامض، سنعبر معًا البوابة الخفية خلف جبال العالم القديم في أنتاركتيكا لنستكشف عالمًا مجهولًا. عالم تلتقي فيه الحقيقة بالخيال، والواقع بالأسطورة. بين قصص القدماء وحكايات السابقين، سنبحث عن حقيقة الجبل العظيم، ذاك الجبل الذي قيل إنه يحيط بالأرض ومن عليها كما يحيط الطوق بالرقاب. هذه قصة جبل قاف وأرض ما بعد الجبال. بعد أن شاهدت وثائقي الأراضي السبع، باتت لديك رؤية أوسع لفهم قصة الجبل العظيم. وكما تعودنا دائمًا، فإن ميزان التفرقة بين الحقيقة والخيال هو شرع الله بما أنزله وأوحى به للرسل والأنبياء. لذا، لابد أولاً من التعريف بالأمر المبحوث عنه عبر جميع الثقافات ومختلف الحضارات والتشريعات، لأخذ صورة عامة عنه قبل الاستدلال والمقارنات والحكم. وعليه، نبدأ رحلتنا في فهم لغز جبل قاف. ذكرت النصوص القديمة في مختلف الحضارات أن هناك جبلًا عظيمًا يحيط بالأرض، أُطلق عليه في النصوص العربية والفارسية اسم “قاف”. يتكون هذا الجبل من زبرجد أخضر، وقيل إنه عليه حُملت السماء. ارتفاعه مسيرة 500 عام، ويمتد خلق السماوات والأرض حتى السماوات السبع والأراضين السبع. وكل أرض تحيطها بحار وجبال حتى سبعة أبحر وجبال. قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: اختلف في معنى قاف، فقال ابن زيد وعكرمة والضحاك إنه جبل محيط بالأرض من الزبرجد الأخضر، ومنه كان لون السماء. أطراف السماء عليه مقببة، وما أصاب الناس من الزبرجد مما تساقط منه. وقد ورد في روايات عن وهب بن منبه أن ذو القرنين أشرف على جبل قاف، فرأى تحته جبالًا صغيرة، فقال: “من أنت؟” فأجاب الجبل: “أنا قاف.” فسأله ذو القرنين عن الجبال التي حوله، فقال إنها عروقه. وما من مدينة إلا وفيها عرق من عروقه. إذا أراد الله أن يُزلزل مدينةً، أمر الجبل، فحرك عرقًا لتزلزل الأرض. ذكر القزويني في كتابه “عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات” أن جبل قاف محيط بالأرض من الزبرجد الأخضر، ولون السماء مستمد منه. وورد أن كل جبال الأرض ما هي إلا عروق متصلة بجبل قاف. إذا أراد الله خسف قوم، أمر ملكًا بتحريك عروق الجبل. كما روى ابن الوردي في “خريدة العجائب وفريدة الغرائب” أن وراء هذا الجبل أرضًا بيضاء كالفضة فيها ملائكة شاخصون إلى العرش. منهم من إلى جانبه ولا يعلم من آدم ومن إبليس وتذكر الرواية نسبت لابن عباس رضي الله عنهما ذكر فيها جبل قاف ولكن ليس لها سند صحيح عن بعض السلف أنهم قالوا قاف ذاك الذي ذكر في القرآن الكريم وهو جبل محيط بجميع الأرض ولكن لا يجوز البت اعتبار معنى قاف هو جبل قاف أو نفي الأمر لأن قاف هي من أحرف الهجاء في القرآن الكريم مثل ألف لام ميم وصاد وطاء سين وغيرها والصاق آيات القرآن على الهوى هو أمر عظيم فالمراد بحرف ق في سورة ق أمر لا يعلم تأويله إلا الله فلا يجوز قولي إن ما ورد في القرآن عن قاف هو جبل قاف وفي نفس الوقت لا يمكننا نفي المعنى فالعلم كله عند الله وعلى جانب آخر شكك بعض العلماء كبن كثير رحمه الله بأن القول عن جبل قاف هو من خرافات بني إسرائيل فذكر في كتابه وقال روي عن بعض السلف أنهم قالوا قاف جبل محيط بجميع الأرض وكان هذا والله أعلم من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس ثم أكمل قائلاً إن هذه الرواية لا تصدق ولكن في نفس الوقت قال لا تكذب وجاء في الدرر المنثور إنه قيل روايات جبل قاف غير صحيحة لأنها نقلًا عن روايات إسرائيلية فتلك الروايات فيها انقطاع وفيها تحريف إما بالحذف أو الإضافة نجد مما سبق أن الأنباء تتعارض في كتب الأولين ليس بوجوده فحسب وإنما بالصفات التي ذكرت فيه أو بقول إن صورة قاف هي اسم الله ولكنهم لم يختلفوا بانبساط الأرض وتسطحها حتى ابن كثير الذي قال عنه إنه من خرافات بني إسرائيل قال في تفسيره وإلى الأرض كيف سطحت إنها انبسطت ومدت ومهدت فهي مبسوطة بخلق الله وتجدر الإشارة أن أول من قال إنها كروية هم عباد الأصنام الوثنيين في الإغريق وعلى رأسهم فيثاغورس مؤسس الغنوصية الباطنية للبحث في الأمر وتبيان الحق من الأساطير دعونا ندرس ما كان في خرائط العهد القديم في الإسلام وباقي الأوطان لتفريق الأمر وتمام البيان نبدأ معكم في خرائط الإدريسي التي صنفت على أنها أكثر خرائط الأرض دقة في القرون الوسطى والإدريسي رحمه الله هو أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي الهاشمي القرشي أحد كبار الجغرافيين في التاريخ بل يعد من مؤسسي علم الجغرافيا استخدمت خرائطه في سائر كشوفات عصر النهضة الأوروبية فما أوجده كان منارة لكشف ظلمات البحور وما بعدها من أراض في مكتبة بودلي التابعة لجامعة أوكسفورد في بريطانيا كان لنا نصيب بفضل الله للاطلاع على خريطة محفوظة ككنز من كنوز العالم القديم للإدريسي عندما أخبرني شخص عاش هناك قائلاً يا صديقي أندوريا إن العلم الحق محصور في النخبة وليس مطروحاً للقطيع فهمها من فهم وضحك منها من ضحك هذه الخرائط باتت مطروحة للناس اليوم بعدما أصبحوا موتى سائرين فلا جدوى من الكتمان فمهما قدمت من برهان لن يقول الناس إلا كما يرونه في شاشات الدجال الخريطة الأولى عبارة عن نموذج أولي جمعت فيه الأقاليم ضمن بحر محيط أحاطت به جبال أنتاركتيكا وخلف الجبال جبل قاف يحيطها من كل اتجاه في المشرق والمغرب والجنوب والشمال وفي الإصدار الثاني منها تظهر تفاصيل أكثر وضوحاً لمعالم أرضنا بتحديد موقع يأجوج ومأجوج في أقصى حافة الأرض كما أظهرت للمرة الثانية البحر المحيط الذي أحاطه جبل من كل اتجاه ولكن السؤال الذي يطرح هنا لما هي مقلوبة هذه الخريطة ستكشف جريمة من جرائم الغرب ضد العلوم الإسلامية وتحريفاً عميقاً نسب للإدريسي وهو منه براء فإذا سألت المسلمين عنه اليوم سيقولون إنه أول من أقر بكروية الأرض وهذا كذب وتحريف وإليك البرهان في كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق وهو من أشهر كتب الإدريسي والذي يستشهد به ببغاوات اليوتيوب ونجوم الشاشات حول كروية الأرض وجاذبيتها إن كان الإدريسي أقر بأن الأرض عبارة عن كرة لما خرائطه إذا تتعارض مع ما يقول سيقول البعض لأنها عبارة عن إسقاطات مسطحة رسمت على سطح لجمع الأقاليم والتبيان وسيأتي الآخر ويقول في الصفحة السابعة والثامنة من كتابه الشهير ذكر فيه صراحة أن الأرض كروية ولكن باقي الصفحات تتحدث عن أمور تناقض ما جاء في أولها ثالثاً بالنظر إلى الخريطة يتبادر للأذهان ما هو الجبل المحيط بكامل الأرض خلف مياه المحيط فقد أشار إلى هذه المياه باسم البحر المحيط بالأرض وتحدث عن جبل عظيم يحيط بالأرض وبحارها.
تعليق واحد