راشد مقطوع من شجرة كما يقال باللهجة العامية أي ليس لديه أهل ولا أقارب كان يقطن هذا الرجل في سورية منذ حوالي 50 عاماً كان هذا الرجل يعمل لدى قرية في ريف محافظة من محافظات سورية راعياً للغنم في بلدة يشتهر أهلها بالزراعة وتربية الأغنام وكان هذا الرجل يعمل عتالاً في القرية أيضاً وبينما شب هذا الرجل في القرية ولكن كمان ذكرنا سابقا أنه ليس لديه اقارب فيها وإنما كان يعيش على نتاج عمله الذي يقوم به ويأخذ أجره من أهل هذه القرية وكان شاباً شرساً كما يقال شجاع قوي البنية لايخاف شيئاً أبداً وكان لديه عادة كما يقال انه عندما يجوع ويتأخر عليه الطعام الذي كان يحضره له أصحاب الأغنام التي يرعاها في القرية يقوم برضاعة الغنم والماعز دون اللجوء إلى حلبها أو طهي هذا الحليب ولكن يشربه نيء وكان هذا الرجل كما يقال يعيش على البركة او كما يقال باللهجة العامية درويشاً ولكن هذا الرجل بعدما كبر أصبحت له علاقة مع الجن كما يقال عنه كان يذهب إلى جبل قريب من تلك القرية وعندما يصل ذلك الجبل كان يفتح له ويدخل إليه وفي داخله بعض من الجن كما يروى عنه أنه أيضاً يحضر أعراس وولائم للجن تقام داخل ذلك الجبل ويتناول الطعام معهم ولكن شريطة أن لايذكر اسم الله على ذلك الطعام لأن ذكر اسم الله يخفي الجن كما يقال ومرت العادة له هكذا حتى أتى يوم من الأيام كان في عرس فشاهد أحد عرائس الجن ترتدي فستاناً وكان يعرفه انه فستان أحد نساء القرية لأنه كان يعرف كافة الناس في القرية من رجال ونساء لأنه شب في تلك القرية منذ صغره وقام بطريقة ذكية من أجل ان يتأكد من هذا الفستان هل حقاً هو لتلك المرأة التي يعرفها فملأ يده بالسمن من أدام الطعام الموجود ومسحها في فستان المرأة دون أن يراه أحد وعندما عاد كعادته ذهب في الصباح إلى بيت تلك المرأة وقص القصة على المرأة وزوجها فأنكروا عليه ذلك فقال لهم عن الإشارة التي وضعها على الفستان وقال لها اذهبي وأحضريه أين هو قالت هو في خزانة ملابسي فذهبت وفتحت الخزانة فوجدته في مكانه كما قالت له فأحضرته وفتشوا عن الإشارة فوجدوها كما قال لهم وعندها عرف أهل القرية أنه صحيح مايقوله عن علاقته بالجن وأيضا عرفوا أن أي شيء يضعه الإنسان دون أن يذكر اسم الله عليه يستعمله الجن ويرجعه مكانه وقت الإنتهاء منه وبعدها صار هذا الرجل مضرباً للمثل.
قصة من رواية المعلم أحمد خالد الحمد