كيف الاصرار يغير مسار حياتك

كيف الاصرار يغير مسار حياتك
Facebook
WhatsApp
Telegram
X

بقلم:سامر احمد

في أحد الأحياء الصغيرة والهادئة على أطراف مدينة كبيرة كان يعيش شاب يدعى يوسف. كان يوسف شابًا في مقتبل العمر ذو طموحات وأحلام كبيرة، ولكنه كان يواجه تحديات حياتية كثيرة. نشأ في أسرة فقيرة وعاش حياة بسيطة رغم صعوبة الظروف.كان يوسف يعمل في ورشة صغيرة لتصليح السيارات طوال اليوم، ويكافح لجمع القليل من المال لمساعدته في دفع تكاليف دراسته. ولكن في أعماقه، كان يوسف يطمح إلى أن يصبح شيئًا أكبر من مجرد عامل بسيط في ورشة صغيرة. كان يحلم بأن يصبح مهندسًا، ولكن حلمه كان بعيد المنال، فقد كانت التكاليف الدراسية تتجاوز ما يستطيع تحمله، وكان من الصعب عليه أن يجد وقتًا للدراسة وسط مشاغل العمل.مرت الأيام وزادت صعوبة الحياة. في إحدى الليالي وبينما كان يوسف في طريقه إلى المنزل، قرر أن يمر عبر الحي القديم ليأخذ قسطًا من الراحة في إحدى الحدائق الصغيرة. بينما كان يجلس على مقعد قديم في الحديقة، شعر بشيء غريب. كانت هناك امرأة مسنة تجلس بجانبه، تبدو وكأنها تراقبه بنظرات حادة. قالت المرأة بصوت منخفض: “أنت تحمل في داخلك حلمًا، أليس كذلك؟”. فوجئ يوسف كيف عرفت ذلك. أجابته بابتسامة حزينة: “الحلم ليس فقط في الكلمات بل في كل خطوة نخطوها”.شعر يوسف بالفضول فسألها: “من أنت؟”. قالت المرأة: “أنا امرأة عاشت حياة طويلة، عشتها كما أردت، ولكن في النهاية اكتشفت أن أكبر خطأ ارتكبته هو أنني خفت أن أواجه التحديات وتخليت عن حلمي لأسباب لا أذكرها الآن”. قال يوسف بصوت هادئ: “ولكن الحياة صعبة، كيف يمكننا أن نتابع أحلامنا ونحن غارقون في العمل؟”. أجابته المرأة: “الظروف ستكون دائمًا صعبة، ولكن الناس الذين ينجحون هم من يواجهون هذه الظروف بثبات. الحياة ليست عن الانتظار حتى تصبح الأمور سهلة، بل عن الاستمرار رغم الصعوبات”.هذه الكلمات أثارت شيئًا في قلب يوسف. بدأ يفكر في مدى تركه للأشياء الصغيرة تسرق منه طموحاته، وكيف كان يخشى دائمًا أن يأخذ خطوات جريئة نحو حلمه خوفًا من الفشل. مرت الأيام وبدأ يوسف يغير طريقة تفكيره. قرر أن يكون أكثر تركيزًا في دراسته وأن يخصص وقتًا للدراسة حتى لو كان بعد ساعات طويلة من العمل في الورشة. بدأ يجد طرقًا للاستفادة من الوقت الضائع بين العمل والدراسة، ومع مرور الأشهر بدأ يشعر بالتقدم.ولكن الحياة كما هي العادة لم تخلُ من التحديات. في يوم من الأيام جاء صاحب الورشة وأخبره أن العمل في الورشة سيقل بسبب الركود الاقتصادي، وأنه قد لا يكون هناك ما يكفي من المال لدفع رواتب العمال. شعر يوسف بأن حلمه بدأ ينزلق من بين يديه، خاصة وأنه كان يحتاج إلى المال لدفع رسوم دراسته. لكن يوسف بدلًا من الاستسلام، قرر أن يحارب من أجل حلمه. بدأ يبحث عن وظائف إضافية وتعلم مهارات جديدة يمكن أن تساعده في الحصول على دخل إضافي. كان يعمل صباحًا في الورشة، ويعمل ليلاً في أماكن أخرى، ولم يتوقف عن الدراسة أبدًا.في أحد الأيام بينما كان يعمل في أحد المحلات الصغيرة، لفت نظره إعلان عن منحة دراسية للطلاب المتفوقين في مجال الهندسة. شعر بالدهشة، فقد كانت تلك المنحة فرصة كبيرة له. تقدم للحصول عليها وبعد أسبوع واحد جاءه خبر بأنه قد تم قبوله. تحقق حلم يوسف.تعلم يوسف درسًا غاليًا: الحياة لا تكون بانتظار الظروف المثالية بل بالإصرار والعمل رغم كل الصعوبات.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مواضيع قد تهمك

error: المحتوى محمي !!