يحكى في قديم الزمان أن رهطاً من شعوب التاريخ المجهول سارت بجوار النيل العظيم حتى استقرت على أطرافه قبل عشرات الآلاف من الأعوام. كانوا قوماً من العمالقة الطوال، تناقلوا المعارف بينهم جيلاً بعد جيل وصولاً لآدم عليه السلام. إلا أن من بينهم ملكاً شديد البأس والقوة، لا يُعرف عنه الكثير إلا أنه كان صاحب الزمان الأول في أرض مصر العليا والسفلى، الذي بنى فيها البنيان وأقام عليها العمران. فدارت الشمس وصولاً لعصر مصرايم وعهد يعمر بن شداد.
فكتب الإدريسي في أعجوبة اختراق الآفاق وقال: “من جبل البريم الأحمر نُحتت هذه الصروح حين لا هرم فاش ولا شيب ظاهر.” كان السؤال الدائم لفرعون يدور حول حقيقة الزمن الأول، التاريخ المجهول الذي لا يمكن لأحد أن يجيب عنه إلا عن طريق وحي مرسل من رسول كريم. وعندما أرسل موسى عليه السلام، سأله فرعون سؤالاً عندما نظر إليه وقال: “فما بال القرون الأولى؟ من بناها؟ من شيد فيها تلك الصروح العُمالقة؟ ما قصة مصانع الخلود فيها؟“
لماذا اعتقد اليونانيون أنها أطلنطس؟ هل حقاً الفراعنة من شيدوا ذلك العمران، أم أنهم كانوا الوارثين لمساكن قوم ظلموا أنفسهم؟ إنه ليس وثائقياً للتسلية أو جرعة تروي عطش فضولك للمجهول، بل هو أمر كبير وسر عظيم سيفتح أبواب التاريخ المحرّم والمكتوم، التاريخ الذي يظنه بسطاء القوم مجرد أسطورة من أساطير الإغريق أو همسة من همسات هوميروس في العهد القديم. إنه تاريخ الحضارة القديمة ما قبل الطوفان.
بعد أن وسوس الشيطان لآدم وحواء وأخرجهما من الجنة الخضراء، بدأ العهد الأول للبشر على الأرض في وقت غير معلوم. تعاقب على خلافة الأرض الأولى عشرة رجال كرام، دعوا جميعهم إلى عبادة الواحد الديان، فكان لهم قصص وأحداث من الصناعة والعمران إلى قيادة الجيوش ومحاربة الجن والظلام. فكانت مرحلة عجيبة في عمر الإنسان، عُرفت باسم العهد الأول للبشر في ذلك الزمان، فكان منهم ما كان لغاية حدوث الطوفان.
بدأ العهد الأول للبشر على الأرض من آدم وحواء، وكان لهم أبناء كثر. فقال الطبري فيهم رحمه الله: “إن حواء حملت لآدم عليه السلام 100 بطناً.” بينما أورد ابن إسحاق أنها ولدت لآدم 4 ذكراً وأنثى في 20 بطناً. فذكر الحافظ ابن كثير الدمشقي فقال: “لم يمت آدم حتى رأى من ذريته 400 ألف نسمة.” فكان من أشهر أبنائه هابيل وقابيل وشيث. فامتحنوا الناس، وقضى قابيل على أخيه، وبعد هذه الحادثة اختار الله شيث ابن آدم. ليكون نسل العالم كله اليوم من صلبه، بما فيهم نوح عليه السلام. قد يسأل سائل: ماذا حلّ بباقي نسل أولاد آدم؟ قال أهل العلم في التاريخ إن نسل أولاد آدم انقرضوا وبادوا، ولم يبقَ منهم إلا نسل شيث عليه السلام. فنسب العالم اليوم الذي يرجع إلى نوح وأبنائه الثلاثة الكرام يعود بالأصل إلى جدهم شيث عليه السلام. امتدت ذرية العهد الأول للبشر من آدم إلى نوح عليهما السلام، وانتهت بزمن الطوفان العظيم.
**دعونا أولاً قبل بداية الحديث نرتب الأفكار:
- الفكرة الأولى: جميعنا يتفق على أن البشر من آدم وحواء، وآدم هو أبو البشر جميعهم.
- الفكرة الثانية: أن الله شاء أن يقطع نسل كل من ذرية آدم عليه السلام بعد عدد محدد من الأحفاد، ولا يبقى إلا نسل ابنه شيث عليه السلام.
- الفكرة الثالثة: أن الله أغرق كل أحفاد شيث عليه السلام بالطوفان العظيم، ولم يبقَ إلا نوح وأولاده والمؤمنين الذين صعدوا معه إلى السفينة. تزوج أولاد نوح منهم، وشاء الله أن يقطع نسل كل هؤلاء، ويبقى نسل البشرية قاطبة اليوم من أولاد نوح الكرام: سام، حام، ويافث.**
سنبدأ رحلتنا في رواية الأرض الأولى مع شيث عليه السلام، الذي تولى خلافة الأرض وأكمل نهج أبيه في الدعوة إلى الله. شيث هو الابن الثالث لسيدنا آدم عليهما السلام، ولدته حواء بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل. عوضه الله بمولود جديد وصالح فسماه أبوه “شيث”، والذي يعني باللغة العربية “هبة الله“.
**جعل الله تعالى شيث نبياً بعد موت سيدنا آدم عليه السلام، وأنزل عليه 50 صحيفة. فقد روى أبو ذر الغفاري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أُنزل على شيث 50 صحيفة”. قام سيدنا شيث يدعو إلى طاعة الله وتطبيق شريعته في الأرض، وكان الناس في زمانه على دين الإسلام يعبدون الله تعالى ولا يشركون به شيئاً. وهنا يعتقد الكثير من الناس أن دين الإسلام هو دين محمد فقط، ولا يعلمون أنه الدين الأزلي في الأرض منذ بداية العهد الأول حتى قيام الساعة. فقد كان إبراهيم وموسى عليهما السلام مسلمين، وأنزل على موسى التوراة، كما جاء عيسى عليه السلام بالإسلام وأنزل عليه الإنجيل. وكان خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه القرآن. قال الله تعالى في كتابه الكريم: “إن الدين عند الله الإسلام“.
ذكر أن آدم عليه السلام مرض قبل موته بأيام، فكتب وصيته إلى شيث وأمره أن يخفيها عن أخيه قابيل، لأن قابيل كان حسوداً. وقال له إن هناك طوفاناً عظيماً سيأتي على هذه الأرض، وكان ذلك من وحي الله لآدم عليه السلام. توفي آدم يوم الجمعة، فجاءت الملائكة بحنوط وكفن من عند الله عز وجل، وعزوا فيه ابنه ووصيه شيث عليه السلام. فغسلوه وصلوا عليه، ثم وضعوه في قبره.
تولى شيث أمر قومه بعد وفاة أبيه، ومنعهم من الاختلاط بقوم أخيه قابيل. سكن هو وقومه الجبال، بينما سكن قابيل وقومه السهول. إلا أن أحداً من قوم شيث خالف أمره، فنزل ورأى نساء قوم قابيل وفتن بجمالهن. فقد كانت نساء قوم قابيل جميلات، بعكس نساء شيث. بينما كان رجال قوم شيث جميلين، بعكس رجال قوم قابيل. أخبر كلاهما بجمال الجنس الآخر، فانفتح البعض ووقعت الفحشاء بينهم. وكانت هذه أول حادثة زنا في تاريخ البشرية، فعصوا أمر نبيهم شيث.
أقام سيدنا شيث بمكة، وقيل إنه أول من بنى الكعبة من الحجر والطين، وبقي يحج ويعتمر إلى أن مات عن عمر 92 سنة. قيل إنه دفن مع أبويه آدم وحواء في غار بأبي قبيس في مكة، والله تعالى أعلم وأجل. قبل وفاته، أوصى ابنه أنوش، الذي يعني بالعربية “أنس”، بالدعوة إلى الله. قام أنوش بحفظ وصية أبيه، وظل على عبادة الله، وأمر قومه بحسن العبادة. في أيامه جاء وقت القصاص، فقتل قابيل، الذي رماه لامك الأعمى بحجر، فشج رأسه، فكان قصاص الله منه لقتل أخيه هابيل.
من أشهر أبناء أنوش كان قينان (المعروف باللاتينية “كنان”)، وهو رجل تقي وصالح كان يجاهد في سبيل الله. خاض العديد من الحروب ضد الجن الذين تمردوا عليه وعلى أبنائه، فقاتلهم وضربهم حتى أخبتوا. عاش قينان على الأرض 910 سنوات، وكان من أشهر أبنائه مهلائيل.
مهلائيل كان له دور كبير في محاربة الجن والمردة، وكان صلباً وقوياً ورجلاً صالحاً وتقياً. يُزعم أن مهلائيل كان ملك الأقاليم السبعة، وهو أول من قطع الأشجار وبنى المدائن والحصون الكبرى. قيل إنه بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى، وقهر إبليس وجنوده، وشردهم من الأرض إلى أطرافها، وحاصرهم في شعابها وجبالها. قتل خلقاً كثيراً من المردة والجن والغيلان، وكان له تاج عظيم. دامت دولته 40 سنة، لكنه مات ولا يُعرف كم عاش من السنين ليستلم من
ليستلم القيادة من بعده ابنه يرد (يُعرف أيضاً باسم “يرد بن مهلائيل”). كان يرد رجلاً صالحاً وتقيًا عاش يدعو إلى عبادة الله الواحد واتباع وصايا آبائه. في عهده، بدأت فتنة جديدة بين الجن والإنس بعد أن حاولت الشياطين العودة لإفساد الأرض، لكنه واجهها بحزم وبقي ثابتاً على الحق.
من أشهر أبناء يرد كان إدريس عليه السلام، وهو أحد الأنبياء العظماء. أكرمه الله بالنبوة، وكان أول من علَّم الناس الكتابة بالقلم وأول من خاط الثياب وارتداها. عُرف بالحكمة والبصيرة، ودعا قومه إلى عبادة الله وإلى التحلي بالأخلاق والابتعاد عن الظلم. رفعه الله مكاناً علياً كما جاء في القرآن الكريم، وكانت حياته مرحلة فاصلة في تاريخ البشرية قبل الطوفان العظيم.
بعد إدريس جاءت أجيال من الصالحين والمفسدين حتى ظهر نوح عليه السلام، الذي أصبح رسولاً إلى قومه في فترة تفشى فيها الشرك والفساد. وبذلك انتهت حقبة العهد الأول للبشرية وبدأت مرحلة جديدة من التاريخ البشري مع الطوفان العظيم، حيث أُعيدت البشرية لتبدأ من جديد بنسل نوح وأبنائه الثلاثة الكرام: سام، وحام، ويافث
يرد بن مهلائيل
يرد (أو يارد) بن مهلائيل هو رجل من الجيل السادس من أبناء آدم وحواء، ذُكر خبره في الإسلام، التوراة، وسفر التكوين. تزوج من “بركة بنت الدرمسيون”، وهي حفيدة قين بن آدم عليه السلام. أنجب منها ولداً أسماه “حنوخ” أو “أنس الله”، المعروف في الإسلام بنبي الله إدريس عليه السلام، بالإضافة إلى أبناء آخرين. وُلد إدريس عندما كان عمر يرد 162 سنة.
يرد هو الأب البعيد للنبي نوح عليه السلام وأبنائه الكرام. توفي يرد عن عمر 962 سنة، مما يجعله ثاني أطول شخص عمراً مذكور في التوراة السبعينية.
نبي الله إدريس عليه السلام
كان حنوخ بن يرد، المعروف في الإسلام بإدريس عليه السلام، من الأنبياء الكرام الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم. يُعتبر إدريس أول من أُعطي النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام. ذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم.
اختلف المؤرخون في مكان مولده؛ فقيل إنه وُلد في فلسطين، أو بابل، أو مصر. لكنه تلقى في بداية عمره العلم من شيث بن آدم عليهما السلام. عندما كبر، أكرمه الله بالنبوة، فدعا الناس لعبادة الله واتباع شريعة آدم وشيث عليهما السلام.
كان إدريس عليه السلام يحث الناس على الزهد في الدنيا الفانية ويأمرهم بالصلاة، الصيام، الزكاة، والطهارة. نهى عن المسكرات وكل أشكال الفساد. وقد ذكر أن الناس في زمنه تكلموا بـ72 لغة، وعلمه الله منطق كل منها ليبلغ كل قوم بلغتهم.
إدريس هو أول من وضع قواعد لتشييد المدن، فأسس الناس في زمانه 188 مدينة، مما يُعد بداية حضارة الأرض الأولى.
نسل إدريس عليه السلام
كان لإدريس عليه السلام أبناء، من أشهرهم متوشلخ الصالح، الذي يعد جد نوح عليه السلام ووالد لامك. عاش متوشلخ أكثر من 900 سنة، وكان ابنه لامك عابداً زاهداً، وقد علِم أن ولده نوح عليه السلام سيكون مخلص الأرض من شر الكفر والشرك بالله.
عندما عصى قوم نوح رسالته، أرسل الله عليهم الطوفان العظيم، لتُختتم بذلك حقبة العهد الأول للبشر.
قبل الطوفان: ملك مصر الأول
روى المؤرخ الإسلامي المسعودي في كتابه “أخبار الزمان”، أن أول من ملك مصر قبل الطوفان كان بقراس الجبار، ابن مصرايم من سلالة عربا بن آدم عليه السلام. قاد بقراس قومه العمالقة إلى وادي النيل، فأعجبهم جمال الأرض وسعتها واستوطنوها.
كان بقراس قوياً وحكيماً، وورث علماً غامضاً من آدم عليه السلام. استطاع قهر الجبابرة الذين كانوا معه، وأطلق اسم “مصر” على البلاد نسبة إلى أبيه مصرايم. كانت مصر تُعرف حينها بـ”مصر الأولى”، التي بُنيت قبل الطوفان على أيدي العمالقة.
مصانع غريبة وعلوم متطورة
أشار المسعودي إلى أن العمالقة الذين سكنوا مصر قبل الطوفان بنوا صروحاً عظيمة، مصانع غريبة، ونقشوا معارفهم على الأعمدة. هذه العلوم، التي تعود إلى آدم عليه السلام، كانت متقدمة لدرجة أنه وصفها بالغرابة لعدم إدراك تقنيتها.
لو شاهد أحدهم تقنية حديثة كالهاتف الذكي في زمن المسعودي، لكان وصفه بـ”المرايا السحرية” أو “الأدوات الغريبة”. هكذا كان الحال مع المسعودي عند وصف علوم القدماء.
الأهرامات ومصر القديمة
أكد الباحثون المعاصرون أن بناء الأهرامات سبق الطوفان بآلاف السنين. وقد أطلق الإغريق على الأهرامات اسم “مشاعل النار”. لم تكن مصر الحضارة الوحيدة المتقدمة قبل الطوفان، بل كانت هناك حضارات أخرى عظيمة اندثرت مع وقوع الكارثة.
رؤية ملك مصر قبل الطوفان
قبل الطوفان بـ300 سنة، كان ملك مصر يُدعى سورد بن فيلمون. رأى في منامه أن الأرض انقلبت بأهلها، وأن الكواكب تصطدم بعضها ببعض بصوت عظيم ومفزع. أحس الملك أن ما رآه يشير إلى حدث عظيم سيغير وجه العالم…
الطوفان والحضارات التقنية القديمة
بعد منتصف القرن العشرين، ظهرت في محافل البحث العلمي وثائق واكتشافات قدّمها علماء آثار وأنثروبولوجيا تشير إلى وجود حضارات تقنية متقدمة للغاية ازدهرت قبل عهد النبي نوح عليه السلام والطوفان العظيم. يُطلق على تلك الفترة أكاديمياً “التاريخ المجهول“، بينما تُسمى في سياقات أخرى “التاريخ المحرّم“، إذ ارتبطت بتقنيات أولى نعيد اكتشافها اليوم من خلال مخطوطات تعود لعشرات الآلاف من السنين.
اختفت تلك الحضارات، مع سكانها ومبتكراتهم، بفعل الطوفان العظيم، تاركة وراءها دلائل مذهلة لا يمكن تجاهلها. تتحدث هذه الدلائل عن بشر سبقونا في مجالات مثل الطيران، توليد الطاقة بأساليب فائقة التطور، والهندسة المعمارية المتقدمة.
ظهور الحضارات فجأة
يتساءل الإنسان: كيف يمكن تصديق أن الحضارات ظهرت فجأة من العدم قبل 10 آلاف عام، كما يُعتقد؟ تشير الأدلة إلى أن الحضارات العظيمة مثل مصر القديمة، حضارة سومر في العراق، والإنكا، كانت تمتلك تقنيات هندسية متطورة لا يمكن تفسيرها بالأدوات البدائية.
حضارة الإنكا، على سبيل المثال، استغلت طاقة الشمس وولّدت الطاقة ضمن أنظمة هندسية معقدة. أما الحضارة المصرية، فبُنيت الأهرامات بأوزان حجرية تصل إلى 70 طناً، بطريقة يصعب تصورها باستخدام أدوات بدائية. تتطابق هذه الإنجازات مع حضارات أخرى، مما يشير إلى وجود نموذج عالمي موحد للتقنية المتطورة في العصور القديمة.
دلالات الحضارات القديمة
تنتشر الأدلة حول العالم:
- المايا: قطع كريستالية، مثل جمجمة بشرية منحوتة بدقة، اكتُشفت عام 1912 وأُثبت أنها صُنعت باستخدام أدوات معقدة.
- العراق: بطاريات بغداد التي تعود إلى 4500 عام تُثبت وجود تكنولوجيا كهربائية متقدمة.
- مصر القديمة: أظهرت نقوش معبد دندرة تصاميم مصابيح كهربائية. كما كشف عالم الآثار كريستوفر دان أن الأهرامات كانت محطات لتوليد ونقل الكهرباء.
- تركيا وأستراليا والأمازون: مواقع هندسية معمارية راقية لم يشهد التاريخ المكتوب مثيلاً لها.
وفي مثلث برمودا، اكتُشفت أهرامات بلورية عملاقة مصنوعة من مواد شبيهة بالكريستال على عمق 2000 متر تحت سطح الماء، تُصدر طاقة ذات ذبذبات كهربائية تسبب حوادث الاختفاء في المنطقة.
الأدلة الجيولوجية والتاريخية
في عام 1993، بثّت قناة أمريكية وثائقياً بعنوان “أسرار أبي الهول”، قدّم دلائل جيولوجية تُثبت أن عمر أبي الهول يزيد عن 10 آلاف عام، مما يشير إلى حضارات متطورة سبقت ما يُعرف أكاديمياً. أكد الباحث جون أنتوني ويست أن تلك الحضارات نشأت في عهد “عاد الأولى” التي وصفها الله بـ”إرم ذات العماد”.
كذلك، اكتُشفت مدينة “دواركا” الأسطورية في الهند على عمق 131 قدماً تحت البحر، تحتوي على قصور من الذهب والفضة تعود إلى أكثر من 10 آلاف عام. وفي اليابان، عُثر على أهرامات “يوناجوني” التي تعود إلى 12 ألف عام.
التقنيات المتقدمة وأسرار الحضارات
تشير الأدلة إلى وجود تقنيات قديمة فائقة التطور تشمل:
- توليد الطاقة: باستخدام الأهرامات وأعمدة الكوارتز، كما في بلاد الشام وروما القديمة واليونان.
- الهندسة المعمارية: مثل المدرجات الحجرية في “يوناجوني” وأعمدة الكريستال في مثلث برمودا.
- العلوم الفلكية: كما في حضارة السومريين التي وصفت الكواكب بدقة علمية.
تؤكد هذه الاكتشافات أن التاريخ الحقيقي للبشرية يمتد إلى عشرات الآلاف من السنين، مع وجود حضارات راقية دُمرت بفعل الكوارث الطبيعية.
التاريخ المحرّم والنظريات العلمية
أظهرت هذه الأدلة زيف بعض النظريات العلمية التقليدية، مثل نظرية التطور. كما أثبتت استحالة بناء الهياكل الضخمة بأدوات بدائية، مما يدحض فكرة أن الحضارات القديمة كانت بدائية.
هذا التاريخ المحرّم يسلط الضوء على حقيقة أن الإنسانية عاشت عصوراً ذهبية من التقنية والمعرفة، وأن تلك الحضارات المتقدمة تركت بصماتها على الأرض، شاهدة على عظمة الخالق جل وعلا.
الكاتب مايكل كريمو: كشف التاريخ المحرم وتحدياته
إن الكاتب مايكل كريمو، صاحب الكتاب الشهير “علم الآثار المحرم“، قدم دليلاً صارخًا على قدرة المؤسسات العلمية الرسمية على قمع الحقائق المثيرة والتأثيرية. أثبت كريمو في كتابه أن شكل الإنسان لم يتغير أبدًا، وأشار إلى وجود أقوام من العمالقة العظام الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، حيث وصفهم الله بأنهم بطول النخل. ومع ذلك، واجه المؤلف انتقادات لاذعة وتهديدات صارمة، خصوصًا بعد أن أثار موجة من الوعي لدى العامة.
في عام 1996، بثت قناة MBC الأمريكية وثائقيًا بعنوان “الأصول الغامضة للإنسان“. ناقش الوثائقي العديد من أفكار كريمو، وأجرى مقابلات مع علماء آثار محترفين لمحاولة دحض الكتاب. لكن المفاجأة كانت النجاح الكبير الذي حققه الوثائقي، حيث أثر في ملايين الناس وأثار جدلاً واسعًا. بالمقابل، كان رد فعل المؤسسات العلمية والمجتمعات السرية قوياً؛ أُغرقت القناة برسائل غاضبة ووُجهت تهديدات لمنتجي الوثائقي ومخرجيه.
قصة الباحثة فيرجينيا ستيم ماكنتاير
عالم الجيولوجيا فيرجينيا ستيم ماكنتاير قدمت هي الأخرى مثالاً على القمع العلمي. أُرسلت في السبعينيات إلى موقع أثري في المكسيك لدراسة أدوات متطورة. أظهرت نتائج تحليل الكربون المشع أن الحضارة المكتشفة تعود إلى عشرات الآلاف من السنين، لكنها واجهت ضغوطاً لتغيير النتائج. رفضت الباحثة الامتثال، ونتيجة لذلك فقدت وظيفتها ومنعت من التدريس ونشر أبحاثها.
قمع دراسة الآثار حول العالم
تمنع دول مثل الصين ونيوزيلندا دراسة بعض المواقع الأثرية المهمة أو الكشف عنها. في المكسيك، تُحظر دراسة نحو 45% من الآثار المكتشفة، وهو ما يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التعتيم.
تقنيات حضارات ما قبل الطوفان
يشير المخترع ألكسندر جراهام بيل إلى فكرة أن التقنية الحالية ليست سوى إعادة اكتشاف لتقنيات قديمة. هذا يتماشى مع ما كشفه نيكولا تيسلا حول إمكانية تسخير الطاقة المغناطيسية للأرض. حضارات العهد الأول، التي سبقت الطوفان، كانت تستخدم نصباً حجرية تعمل على تحويل الطاقة المغناطيسية إلى كهرباء.
الأدلة الأثرية والتكنولوجيا المتقدمة
- النصب الحجرية والكوارتز: أوضح الباحثون أن استخدام الكوارتز في النصب القديمة يشير إلى وظيفتها كموصلات للطاقة.
- الأهرامات كمولدات طاقة: في كتاب “طاقة الهرم العظيم“، أشار كريستوفر دون إلى أن الأهرامات لم تكن مجرد مدافن، بل مصانع طاقة بنيت بدقة هندسية عالية.
شبكة الطاقة القديمة
تشير الاكتشافات إلى وجود آلاف الأهرامات والمعابد الهرمية حول العالم، من مصر إلى البرازيل والصين والهند. تتسم هذه المواقع بارتباطها بشبكة طاقة كوكبية موحدة، كانت تسخر الطاقة المغناطيسية للأرض وتوزعها بفعالية.
استنتاج
ما نعيشه اليوم من تقدم تقني قد لا يكون سوى انعكاس بسيط لحضارات سابقة فائقة التطور. إن الكشف عن هذا التاريخ المحرم يطرح أسئلة جوهرية حول أصل الحضارات البشرية وحقيقة ما نعرفه عن الماضي
ماذا سيقول البشر بعد ألف عام عن حضارتنا؟
إذا لم يبقَ من حضارتنا سوى الحجارة، سيقف البشر أمام السدود التي شيدناها لتخزين المياه وتوليد الكهرباء، ولن يجدوا سوى حجارة مرصوفة. هل سيصدقون أننا كنا نولد الكهرباء؟ مع زوال أدواتنا الحديثة، لن يصدقوا ذلك. هذا هو الحال اليوم عندما ننظر إلى بقايا حضارات عظيمة لم يبقَ منها سوى الحجارة وبعض الأدوات المدفونة، والتي تشكّل ألغازًا عن طبيعة استخدامها وبنائها حتى اليوم.
الله ترك لنا هذه الآثار وبعض الأدوات المحفوظة، وقال لنا: “سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل“، لنرى كيف أهلكهم بظلمهم وطغيانهم. وهذا المصير ينتظر حضارتنا الحالية بلا شك.
مخطوطة هندية تكشف أسرار الطيران قبل آلاف السنين
تعود مخطوطة هندية إلى أكثر من 4000 عام، وهي نسخة منقولة عن وثائق أقدم تعود لأكثر من 100 ألف عام. في البداية، اعتُبرت نصوصًا دينية، لكن الباحث “مهارشي” أثبت أنها تعرض علم الملاحة الجوية قبل التاريخ المعروف. المخطوطة تحدثت عن:
- صناعة الطائرات التي لا يمكن تدميرها.
- الطائرات القادرة على الثبات في الجو.
- تقنيات للاستماع إلى المحادثات.
- أسرار نقل الصور واستقبالها.
هذه المعلومات نُشرت من قِبَل الأكاديمية الدولية للغة السنسكريتية، وأكدت وجود حضارات تفوق حضارتنا اليوم.
آثار تدل على حضارات متقدمة
- جزيرة مالطا: وُجدت سكك حديدية قديمة محفورة في الصخر، لا يمكن للحيوانات أن تسير عليها، وتختفي تحت الماء. هذا يدعو للتساؤل: هل امتلك البشر آلات ميكانيكية في العصور القديمة؟ الإجابة غير المتوقعة هي نعم.
- مكتبة الفاتيكان: وثيقة رفعت السرية عنها تتحدث عن طائرات تعمل عبر حقول الطاقة، بنفس مبدأ الوسادة الطائرة المستخدمة اليوم في القطارات فائقة السرعة.
- مجسمات شعوب الإنكا: أظهرت دراسة دقة هذه المجسمات وقدرتها على الطيران.
أجهزة متقدمة في العصور القديمة
- جهاز أنتيكيثيرا: وُجد بين حطام سفينة رومانية عام 1901. أثبتت الدراسات أنه حاسوب قديم لحساب حركة الأجرام السماوية بدقة فائقة.
- اكتشافات الإكوادور: مواد نحاسية مطلية بمادة مقاومة للتآكل. تشير النصوص الإغريقية إلى أنها كانت تُستخدم في عربات ذاتية الحركة.
- برديات مصرية: ذكرت آلات تعمل بالنار، ما يشير إلى المحركات التي تعتمد على الوقود.
- نقوش بيرو: تظهر أشخاصًا يعملون على آلات غريبة.
حضارات عظيمة قبل الطوفان
- أطلانتس: تشير الروايات إلى أنها كانت تمتلك تقنيات متطورة مثل الطائرات والعربات ذاتية الحركة. وُصفت بأنها “جنة الله على الأرض”.
- الأهرامات الكريستالية: الموجودة في قاع بحر برمودا، من أبرز دلائل تلك الحضارة.
لغز الحضارة المصرية
آثار مصر تُظهر تناقضًا بين الصروح الهندسية الدقيقة والنقوش البدائية. هذا يشير إلى أن الحضارة المصرية مرت بفترتين:
- فترة الصروح فائقة الهندسة.
- فترة لاحقة أقل تقدمًا.
الباحث المصري أحمد عدلي
أوضح أن الحضارة المصرية ليست حقبة واحدة عمرها 3000-4000 عام، بل حقبتان تمتدان لأكثر من 100 ألف عام. الحقبة الأولى شهدت بناء الصروح المتقدمة، أما الحقبة الثانية فكانت عصر الأسرات التي أعادت اكتشاف بعض تلك الآثار.
الحضارات التقنية المدفونة
العالم مليء بالأدلة على حضارات متقدمة قبل التاريخ، من النقوش إلى الأهرامات الضخمة. من المستحيل أن يكون بشر بدائيون قد أنشأوا هذه الصروح باستخدام أدوات بسيطة.
إن إنكار هذه الحقائق يعود إلى الأفكار المغلوطة التي زُرعت في عقول الناس منذ الصغر. لكن كلما تأملتَ الأدلة القديمة من آثار وصروح، ستدرك قوة تلك الحضارات وعظمتها.
2 thoughts on “العهد الاول للبشر”
كم عمر هذه الحضارت المتقدمة قبل الطوفان ؟
من منظور علمي:
صعوبة التحديد: من الصعب جدًا تحديد عمر الإنسان بدقة قبل الطوفان من منظور علمي، وذلك لعدة أسباب منها:
غياب السجلات الدقيقة: لا توجد سجلات علمية دقيقة عن تلك الفترة الزمنية.
التغيرات البيئية: من المحتمل أن الظروف البيئية كانت مختلفة جدًا عن الظروف الحالية، مما قد يؤثر على متوسط عمر الإنسان.
التطور البيولوجي: قد يكون هناك عوامل بيولوجية ووراثية مختلفة ساهمت في زيادة طول العمر في ذلك الوقت.