بقلم:ابراهيم السوسي
اسمي أسامة، أبلغ من العمر 18 سنة. أعيش برفقة والدي وأختي الصغرى، وجدتي لأبي تعيش معنا في نفس البيت. تبدأ قصتي حين سافرنا ذات صيف إلى البادية عند عمي. كنت أفرح كثيرًا بهذا السفر السنوي، فهي فرصتي لأقضي أوقات رائعة بين الحقول والمروج. وفي أحيان كثيرة أساعد عمي في أعمال الفلاحة من حصاد وري ورعي. وذات مساء، بينما أنا قرب البئر أملأ الماء، لمحت فتاة جالسة تحت شجرة زيتون تراقبني. طأطأت رأسي وأتممت عملي، ولما كنت في طريق العودة وجدتها واقفة أمامي تنظر إلي مبتسمة. فقالت لي: “كيف حالك يا أسامة؟ أتمنى أن تكون مستمتعًا بوقتك في قريتنا.” قلت لها: “ومن لا يستمتع في هذه القرية الرائعة؟” أخبرتني أن اسمها جميلة، كانت فعلاً جميلة ولطيفة. سألتها: “من أي بيت أنتِ؟” قالت: “أنا ابنة عبد السميع”، وهو أحد جيران عمي في نفس القرية. توالت بعد ذلك لقاءاتنا صدفة بعد صدفة حتى صرت شبه متأكد أنها تراقبني وترصد الأماكن التي أذهب إليها. وبصراحة أعجبت بها وأخبرتها أني في الصيف المقبل سأأتي إلى القرية لخطبتها. كتمت هذه العلاقة وجعلتها سرًا لم أطلع عليه أي أحد. وفي ليلة مقمرة، كنت جالسًا قرب البئر الذي كان في طرف القرية بعيدًا عن المنازل والدور حيث السكان. كنت في الحقيقة أنتظر أن تأتي جميلة فقد ألفت رؤيتها. كنت أريد أن أخبرها أننا سنغادر البادية بعد يومين. فعلاً جاءت وكلمتها، فجأة رأيت قطة صغيرة تقف غير بعيد تنظر إلينا. قلت لها: “انظري، هناك قطة صغيرة.” فذهبت نحوها وحملتها بين ذراعيها. كانت وديعة وجميلة جدًا، سوداء اللون ولها عينان زرقاوان. قالت لي: “لو لم يكن لدي قطط في بيتنا لأخذتها معي.” قلت لها: “أنا لا أحب القطط كثيرًا، لكن من أجلكِ فقط سأخذها معي وأعتني بها.” ففرحت لذلك، ثم قالت لي: “عليّ الذهاب الآن.” مشت أمامي وأنا وراءها حتى وصلت باب بيتهم، ثم أشارت بيدها مودعة ودخلت. عدت إلى منزل عمي أحمل القطة الصغيرة بين يدي، وضعتها في صندوق من الورق المقوى، أعطيتها بعض الطعام، ثم جلست لأتناول العشاء برفقة والدي وعمي وأسرته. أخبرنا عمي أنه في ليلة الغد سيجهز وليمة يدعو لها كل أهل القرية. كانت تلك عادته بين الحين والآخر. وفي الغد، ذهب عمي ليدعو أهل القرية. رأيته يطرق باب بيت جميلة، فخرج والدها عبد السميع، دعاه عمي ليحضر برفقة أولاده وزوجته إلى الوليمة. ففرح عبد السميع وقال: “إن شاء الله سأحضر.” كم كنت مسرورًا لذلك، فجميعهم سيكونون حاضرين، وهذه فرصة لتراها والدتي حتى إذا أخبرتها فيما بعد أني أريد الزواج منها، تكون قد رأتها مسبقًا وعندها فكرة عن من أتكلم. لكن الغريب وما سيحدث تلك الليلة، حضر أهل القرية تباعًا. الرجال في مجلس للرجال والنساء في مجلس آخر. كنت في باب البيت أرقب القادمين. رأيت العم عبد السميع قادمًا برفقة ابنه الأصغر الذي يبلغ من العمر سبع سنوات وابنته ذات العشر سنين. لكن أين جميلة؟ لماذا لم تحضر معهم؟ بقيت في حيرة، ثم قررت أن أسأل ابن عبد السميع دون أن يلاحظني. فقلت له: “لماذا لم تأتِ أختكِ معكم؟” فرد عليّ وهو يبدو مستغربًا: “بلى، لقد جاءت. إنها هناك تلعب مع أختك الصغيرة.” قلت له: “أنا أسأل عن أختك الكبرى.” فقال لي: “ليس لي أخت غير هذه، اسمها مريم.” فسألته: “وجميلة، أليست أختك؟” قال: “ليس لي أخت سوى مريم. عن من تتحدث؟” بقيت أنظر إليه في ذهول وأنا أتساءل: كيف يعقل هذا؟ لقد رأيتها بعيني تدخل إلى بيت عبد السميع. ثم سألت الصبي مرة أخرى: “ومن تركتم في البيت؟” فأجابني: “لا أحد، لقد أغلقنا الباب وجئنا جميعًا.” تزلزل كياني، فالطفل يبدو واعيًا وواثقًا مما يقول. تذكرت القطة الصغيرة، يجب أن أعطيها شيئًا تأكله. دخلت المطبخ، وجدت جدتي هناك تتناول عشاءها فهي لا تحب السهر. في الغد سنعود إلى بيتنا باكرًا. أخذت بعض الخبز وبقايا الطعام وقدمتها لذلك القط الصغير. أكل بنهم فقد كان جائعًا. تذكرت جميلة وما قاله ابن عبد السميع، أصبت بارتباك ولم أدرِ ما يجب علي فعله. ناداني عمي لكي أتناول العشاء برفقة أهل القرية. بعد الطعام تفرق الجمع وذهب كل إلى سبيله والتحق كل منا بفراشه لينام. أما أنا فبقيت أتقلب لساعات وقد جفاني النوم حتى الرابعة صباحًا. نمت فكانت الكوابيس بانتظاري. رأيت في المنام بابًا كبيرًا أسود اللون يوشك بابه أن يفتح وأنا واقف أنتظر أن يفتح لكي أرى ما وراءه. بعدما فتح الباب لم يكن وراءه سوى الظلام وأصوات مخيفة. ثم رأيت جميلة في الداخل كانت تنادي عليّ لأدخل عندها بينما أحد يمنعني ويجرني من الخلف. التفت فإذا هي جدتي تقول لي: “ارجع يا بني ولا تدخل من هذا الباب.” كنت في ذلك الحلم غاضبًا من جدتي. فجأة اختفت من أمامي. التفت مرة أخرى نحو الباب، رأيت جميلة لا تزال بانتظاري تمد يدها لأدخل عندها. تقدمت خطوات نحوها، ولما كنت على وشك الدخول سمعت صوت الأذان. اختفت جميلة واختفى الباب الأسود. في تلك اللحظة استيقظت من النوم، كان الفجر يؤذن فعلاً. كان قلبي يخفق خوفًا وقلقًا. قمت من فراشي، غسلت وجهي، رأيت الجميع قد استيقظوا قبلي يستعدون للمغادرة نحو المدينة. غيرت ملابسي وحملت حقيبتي وأيضًا الصندوق الذي وضعت فيه القط الصغير. وضعت الكل داخل سيارة والدي. تناولنا فطورنا ثم انطلقنا في طريق العودة في الصباح الباكر. كانت الطريق طويلة والسفر متعبًا جدًا. وصلنا أخيرًا إلى البيت. دخلت غرفتي، أدخلت القط الصغير، وضعته على كرسي قرب فراشي. غيرت ملابسي ثم استلقيت على فراشي كي أرتاح من وعثاء السفر. وما لبثت أن غفوت نائمًا لأرى في المنام كابوسًا مرعبًا. رأيتني أغرق في بحر من الدم وأنا لا أستطيع إنقاذ نفسي. بدأت في الاستيقاظ بتثاقل وصعوبة. رأيت كأن الغرفة صارت مليئة بالضباب، ضباب كثيف كأنه دخان ولمحت كأن شخصًا يجلس في الكرسي حيث وضعت القط. أغمضت عيناي ثم فتحتهما لأرى أنه لا أحد فوق الكرسي سوى الهر الصغير. قلت في نفسي لعلي كنت أحلم ولعلي أهلوس من شدة التعب وقلة النوم. لا أدري ما الذي حل بي. طرقت والدتي الباب في تلك اللحظة وطلبت مني أن أستيقظ من النوم وأخرج لتناول غدائي، فقد صارت الساعة الخامسة بعد الزوال. خرجت بتثاقل من غرفتي، ذهبت لأغسل وجهي وأنا لا أزال أفكر فيما رأيت في غرفتي. تناولت الغداء ثم خرجت في جولة في الحي لألتقي بأصحابي الذين لم أرهم منذ أكثر من شهر. عدت إلى المنزل بعد العاشرة ليلاً، جلست لتناول العشاء برفقة الأسرة، ثم بعدها دخلت غرفتي لأنام. أنساني التعب أن أعطي القطة طعامًا، فنمت ولم أقدم له شيئًا. وبينما أنا نائم، أحسست بشيء يمسك بيدي بقوة. صرخت ثم أفقت لأجد القط قد عضني من يدي والدم يسيل منها. غضبت كثيرًا ويدي تؤلمني، وقمت وضربت القط ضربة قوية، ركلته بقدمي كي أبعده عني. لفيت يدي بقماش حتى يتوقف النزيف. اشتد غضبي من هذا القط الذي عضني، فأمسكته ثم رميت به من النافذة. عدت واتكأت على فراشي، ثم تذكرت أني لم أعطِ القط طعامه وقد ظل جائعًا طوال النهار. لقد ظلمته وقسوت عليه. بقيت أتقلب في فراشي، ثم قمت وأطلعت من النافذة حتى أرى إن كانت القطة هناك. نزلت لأحضاره، ولكن لم يكن موجودًا أسفل المنزل. لعله لم يمت وذهب إلى مكان قريب. عدت إلى فراشي واستسلمت للنوم حتى جاء الصباح الموالي.قمت من النوم وتوجهت إلى المطبخ، وجدت أمي هناك تعد لنا الفطور. سألتها: “هل عندك دواء للجروح؟ لقد عضني القط بالأمس حتى سال الدم من يدي.” فغضبت أمي وقالت: “لم أكن أبدًا موافقة على إحضار القط معك من البادية ثم تدخله غرفتك. يجب أن تخرجه من المنزل.” ثم ذهبت أمي لإحضار دواء الجروح. فتحت الضمادة التي لفيت بها يدي بالأمس، فكانت الصدمة. وجدت يدي سليمة، لا جرح فيها ولا أثر لعضة القط. لكن كيف حدث هذا؟ بالأمس كان الجرح كبيرًا وظاهرًا والدم يفور منه. هل كان حلمًا أيضًا؟ عادت أمي وهي تحمل الدواء في يدها، ثم قالت لي: “أرني.” فلم أجد ما أقوله لها. ابتسمت كاذبًا وقلت لها: “أمي، لقد كنت أمزح معك، ليس بي شيء.” فغضبت مني وصاحت في وجهي قائلة: “أتحسب أن لدي الوقت لأضيعه في تفاهتك هذه؟ تعلم أني لا أحب هذا النوع من المزاح.” فاعتذرت منها، ثم ذهبت لتناول الإفطار. مر اليوم عاديًا وسريعًا، وبعد المغرب طلبت مني والدتي أن أذهب معهم عند خالي الذي دعانا جميعًا للعشاء عنده. قلت لها إني متعب ولا أريد الذهاب. خرج الجميع وبقيت وحيدًا في البيت. تناولت عشاءً خفيفًا، ثم دخلت غرفتي أريد النوم. وما إن اتكأت على فراشي حتى سمعت باب غرفتي يفتح. لم أستطع القيام لأرى من يفتح الباب. بقيت في فراشي وقد أغمضت عيناي. لم أعد أسمع شيئًا، فأخرجت رأسي من تحت الغطاء، ثم فتحت عيناي في الظلام ليظهر لي خيال شخص أو ظل يقف قرب النافذة وهو يجهش بالبكاء. أردت أن أشعل الضوء لكني لم أستطع، كأني كنت مكبلًا من يداي وقدمي. صرخت صرخات متتالية بأعلى صوتي، لكن لا يوجد من ينقذني. سمعت صوت امرأة تكلمني، كانت هي ذلك الظل الذي يقف قرب النافذة. قالت لي: “اصمت، لن يسمعك أحد.” كان صوتها مألوفًا بالنسبة لي. سألتها وأنا خائف وجل: “من أنتِ؟” فردت علي: “أنا من قتلت ولدها. كانت غلطة كبيرة ستدفع ثمنها غاليًا جدًا. سأغادر الآن، لكن تأكد أني لن أفارقك حتى تنال عقابك الذي تستحقه.” لا أدري بعد ذلك أين اختفت المرأة ليشعل ضوء الغرفة لوحده دون تدخل مني. بقيت متسمّرًا مكاني، لا أستوعب ولا أفهم ما الذي جرى ومن هي هذه المرأة. أنا لم أقتل أي أحد. لكن في تلك اللحظة تذكرت القط الذي رميته من النافذة، ثم تذكرت جميلة وكلام الصبي ابن عبد السميع. وتأكد لي بما لا يدع مجالًا للشك أن جميلة ليست من الإنس. لا وجود لجميلة في أرض الواقع، كانت وهمًا، شبحًا من عالم الجن. حتى أن المرأة التي كلمتني داخل غرفتي كان صوتها أشبه بصوت جميلة رغم أنها بدت أكبر سنًا وأضخم جسمًا. تذكرت أيضًا عضة القط في الليل والتي اختفى أثرها في الصباح الموالي. لكن إلى حد الآن لا زلت لا أجد تفسيرًا لرؤية الباب الأسود في المنام. أنا موقن أن لكل هذه الأشياء علاقة ببعضها. بقيت أفكر حتى غلبني النوم ولم أستيقظ حتى التاسعة صباحًا. كنت أحس بشعور غريب ومريب، صار فكري مشوشًا طيلة النهار، أغرق في أفكار متلاطمة كالأمواج الهائجة. أما في الليل فكنت أسمع أصوات فخرج ثم أغلق الباب خلفهما. طلب من الراقي أن أحدثه بما حصل معي، فأخبرته بالقصة كاملة منذ كنت في البادية وحتى يومنا هذا بكل تفاصيل الأحداث الغريبة. بدأ يكتب في ورقة ثم رشها بالماء. بعد ذلك شرع في تلاوة القرآن. كنت أحس بارتياح كبير بعد ذلك. أعطاني الفقيه قنينة بها ماء قرأ عليه آيات وسور خاصة، وطلب مني أن أشرب من ذلك الماء قبل النوم. ثم مد لي مصحفًا صغيرًا وقال لي: “لا يفارقك هذا المصحف إلا إذا دخلت الحمام، فليكن دائمًا بقربك. وسآتي لزيارتك بعد يومين.” سمعته بعد ذلك يخبر والدي بأن حالتي صعبة، وأنه سيأتي مرة أخرى ومعه راقٍ آخر حتى يجد حلاً حاسمًا لهذا المشكل العويص. بدأت تحريك قدمي، لقد تحركت. حاولت الوقوف فقمت ببطء، لكن يدي لا تزال جامدة شيئًا ما. رأتني أمي أمشي ففرحت. قلت لها: “سأدخل لأستحم.” فأعدت لي الحمام. دخلته وركلت ملابسي خارجه. بعد الانتهاء من الاستحمام عدت إلى غرفتي. كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءً. كنت مرهقًا، شربت من ماء الرقية ثم تمددت في فراشي. نمت، لأحس بعدها بشخص يوقظني. فتحت عيناي لأدرك، لا أدري إن كنت لا زلت أحلم، وجدت الرجل الشديد السواد الذي يأخذني كل ليلة إلى القصر الغريب في الغابة المرعبة. نهرني وقال: “هيا، قد حان وقت ذهابك معي.” كنت أدرك أني لا أستطيع مقاومته، سأذهب معه رغماً عني. ما كان علي أن أنسى المصحف الذي أعطاني الراقي، لقد تركته في غرفة أخرى حيث غيرت ملابسي قبل الاستحمام. لم أدرِ كيف وصلنا بسرعة، وجدتني مع ذلك الرجل أمام الباب الحديدي للقصر والظلام يحيط بنا. ننتظر أن يفتح لنا الحارس الجني ذو القامة الطويلة والجسم الضخم. فتح الباب بعد ذلك، أدخلوني إلى مكان شديد الظلمة لا يكاد يظهر لنا شيء. مشينا حتى وجدت رجلاً يعذبه اثنان من الجن. لما رأوني أرسلوا لي كلبًا أسود لم أرَ أضخم منه في حياتي. كان حجمه مرعبًا. كنت أجري وهو يتبعني، ومن شدة خوفي لم أتمكن حتى من الصراخ. بقيت أجري حتى وصلت إلى بئر، والكلب صار قريبًا. وبدون تفكير طويل قفزت داخل البئر، وما إن وصلت قعره حتى استفقت من النوم وقلبي يخفق بشدة. وجدت بيدي ووجهي جروحًا طفيفة والدم يسير منها. أردت القيام لأغسل وجهي ويداي، لكني تعثرت وسقطت على الأرض. لاحظت أن قدماي صارت معقوفتين، فلم أتمكن من المشي عليهما. بدأت أصرخ بكل ما أوتيت من قوة. جاءت أمي ومعها أبي، سألاني ما بك، فأشرت إلى قدماي، كانتا معقوفتين وجامدتين بشكل مخيف جدًا. انهارت أمي باكية، أما أبي فحملني وساعدني على العودة إلى فراشي، ثم خرج بسرعة ليأتي بالراقي. لم يتأخر طويلاً، جاء الراقي ومعه بدأ الأول في قراءة القرآن، أما الثاني فبدأ يرش الغرفة بالماء المرقي. فجأة لم أعد أشعر بشيء من حولي، ثم بعد مدة فتحت عيناي، رأيت جميلة تلتصق بسقف الغرفة، ثم نزلت منه بخفة عبر الجدار كالعنكبوت لتقف أمام الباب وتنظر إلي مليًا قبل أن تخرج في رمشة عين. عندها بالضبط أحسست بارتياح كبير وراحة لا توصف وكأني ولدت من جديد. نظر إلي الراقي ثم قال: “حمدًا لله على سلامتك يا بني، لقد انتهى شقاؤك وذهبت الجنية بلا رجعة.” نظرت إلى قدماي فوجدتهما قد عادتا كما كانتا سليمتين، لا أصدق ذلك. ثم قال الإمام الراقي: “لكن يا أسامة عليك أن تحترس، قد تعود تلك الجنية لعنت في أي وقت.” خفت مما قاله الراقي ثم سألته مستعطفًا: “لكن كيف أحمي نفسي منها؟ لقد عذبتني كثيرًا.” ابتسم الإمام وقال: “أولًا عليك أن تبدأ في أداء الصلوات الخمس بخشوع ودون تأخير، واحرص على أذكار الصباح والمساء، والتزم بورد من القرآن ولو كان قصيرًا، ثم تمسك بالدعاء، فالله هو الحافظ من كل شر.” فعلت كما قال الإمام، والتزمت بكل الأمور التي ذكرها لي، فوجدت لذلك أثرًا طيبًا على نفسيتي ودراستي وعلاقتي مع أسرتي. وها قد مر أكثر من خمسة أعوام على قصتي، وأنا الآن في أفضل حال، فالحمد لله دائمًا وأبدًا.
1 thought on “قصتي مع الجنية العاشقة”
رائع جدا……….