جاري التحميل الآن

كيف عُبد الشيطان

بقلم:سميح ارنوس

في عام 1667، ظهر هذا الموضوع بشكل جلي، مثل قصيدة بيرس تشيلي التي كانت بعنوان “لاون وسيسنا”، والتي مدح فيها الثعبان على اعتبار أنه يمثل رمز الشيطان، وكان يعتبره قوة الخير على الأرض. تخيلوا أن الشيطان هو قوة الخير وممثل الخير على الأرض. وصاحبه البريطاني اللورد بايرون، الذي أظهر في مسرحيته الشهيرة “قابيل” نفس الفكرة تقريبًا، وكانت في عام 1861 ميلادي. أخذ من هذا الموضوع الكثير حتى وصلنا إلى عام 1966، وهو العام الذي أسس فيه أنطون ليفي كنيسة الشيطان في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لا تزال موجودة حتى اليوم. نعم، كما سمعت، كنيسة الشيطان. ولكي يظهر شخص مثل أنطون ليفي ويعلن عن كنيسة للشيطان بشكل علني، يجب أن نعرف مدى جذور هذا الموضوع، التي تمتد وتتطور من وقت لآخر حتى وصلنا إلى الإعلان عنه بشكل علني. مع التأكيد على أننا نتحدث هنا عن نظرية الأشخاص الذين يتناولون الشيطان كمعبود يعبدونه، وليس عن النظرة الفلسفية للشيطان، التي تعتبره ممثلًا للحريات. نحن هنا لا نتحدث عن هذه النظرة الإلحادية التي تأخذ الله والشيطان كرمزين فقط، ويحاولون التوجه من هذه الناحية نحو الفلسفة السياسية وحرية الشعوب والعدالة وغيرها من المصطلحات السياسية مثل كتاب ويليام جدوين “تحري حول العدالة السياسية”، الذي كتبه عام 1793 ميلادي، والذي يتناول الشيطان كرمز للتحرر. هؤلاء الأشخاص ليسوا موضوع حلقتنا على الإطلاق. نحن نتحدث عن عبادة الشيطان الحقيقية، التي هي عن عقيدة، وكما سمعتم، نعم، عبادة الشيطان عقيدة، عقيدة تستند إلى إيمان قوي ومتسق من وجهة نظر معتنقيها، عقيدة لا يمكن الاستخفاف بها أو بأنصارها أو معتنقيها. عقيدة تشكل عماد الماسونية، ولا بد من فهمها لكي نفهم الماسونية ولفهم الكثير من الأمور في الفلسفة الغربية التي تتحكم في السياسة العامة في العالم اليوم. ما سنناقشه في حلقتنا هو جانب واحد فقط وصورة واحدة فقط من هذه العقيدة. بالطبع، هناك جوانب وصور عديدة، فدعونا نبدأ على الفور لفهم ما نتحدث عنه. الشيطان الذي يتم عبادته يُسمى في الفكر الغربي “لوسيفر” أو في فكر هؤلاء على الأقل. ولوسيفر كلمة مأخوذة من اللاتينية ومعناها الحرفي “جالب النار”، ومعناها الاصطلاحي “سارق النار”. كما أنه مصطلح روماني فلكي يشير إلى كوكب الزهرة، وهو أحد أهم أعمدة الماسونية أو الرموز المهمة فيها. كما أنه ترجمة مباشرة للأصل اليوناني الذي يعني “حامل الفجر” أو “سارق النار” بنفس المعنى تقريبًا. وفي الميثولوجيا اليونانية يُسمى

“بروميثيوس”، وتعتبر قصته وروايته جزءًا من “قرآن” عبدة الشيطان أو “قرآن” الماسونية أو صفحة مهمة من الكتاب المقدس عند هؤلاء. فدعونا نعرف هذه الصفحة، ماذا مكتوب فيها، وماذا يُقال ويحكى فيها. يُقال إن “بروميثيوس” هو واحد من العمالقة أو الجبابرة، لكنه في الملحمة الكبرى أو الحرب العظمى التي نشأت على الأرض بين المخلوقات والخالقين أو بين الكائنات المختلفة، سواء الكائنات النورانية أو الكائنات الظلامية، وهي الحرب الموجودة حتى في الديانات المعروفة، ومكتوبة بالنص في كتاب “كنزارا” للصبقة المندائية، وهو كتاب ديني، وهو مكتوب أيضًا عندنا كمسلمين، حيث هناك حرب وملحمة كبرى نشأت، وإن كان الاختلاف في مسميات أطراف هذه الحرب أو الملحمة. خلال هذه الحرب الكبرى، كان زيوس، الإله الأكبر، وأنصاره معه، وهم باقي الآلهة أو النورانيين أو الملائكة طبقًا للرواية الدينية التي نعرفها، يقاتلون في الجهة الأخرى ضد العمالقة أو الجبابرة، وهم المخلوقات الظلامية مثل الجن والعفاريت. بروميثيوس، الشيطان “لوسيفر”، كان واحدًا من هؤلاء الجبابرة، لكنه في هذه الحرب انضم إلى زيوس. وبسبب انضمامه هذا، استطاع زيوس أن ينتصر في المعركة انتصارًا باهرًا، لتنتهي الملحمة الكبرى بانتصار زيوس وحبس العمالقة في “تاراروس”، أي في الأرض السفلى أو في النار وجهنم، حسب المسميات المستحدثة بعد ذلك في الروايات الدينية. وبسبب وقوف “بروميثيوس” وأخيه إلى جانب زيوس في الملحمة الكبرى هذه، كرمه زيوس، وبمكافأة له ولأخيه، عاهدهم زيوس على خلق الحيوانات والبشر. “أبيثيوس” خلق الحيوانات، بينما “بروميثيوس” الذي هو الشيطان نفسه خلق البشر. خلال هذه العملية، كان “أبيثيوس” سريعًا جدًا، بينما “بروميثيوس” كان بطيئًا، فاستطاع “أبيثيوس” أن يخلق الحيوانات ويعطيها كل الإمكانيات المتاحة لها، بينما تأخر “بروميثيوس” ولم يستطع أن يعطي البشر أي إمكانيات، لأن كل الإمكانيات التي كانت متاحة أخذها أخوه وأعطاها للحيوانات مثل السرعة وقوة الأبصار والسمع بعيدًا عن القوة البدنية وأسلحة الدفاع عن النفس مثل القرون والأنياب، جميع هذه القدرات أخذها “بمفيسيوس”، أخو “بروموسيوس”، وأعطاها للحيوانات. أما “بروموسيوس” الذي كان بطيئًا، وبعد أن أكمل خلقه للبشر لم يجد إمكانيات يمكنه أن يقدمها لهم. ولأنه كان يحب البشر كثيرًا، عاد إلى “زيوس” ليطلب منه مساعدته ومنحه إمكانيات كثيرة للبشر مثلما فعل مع الحيوانات، ولكن “زيوس” احتقر البشر، واعتبرهم كائنات همجية وفوضوية لا يستحقون أي إمكانيات. ولكن “بروموسيوس” لم يتوقف، لأن محبته للبشر كانت عميقة، فبدأ في سرقة الإمكانيات والأدوات من آلهة الأولمب، مثل “أثينا”. ولكن أشهر حادثة على الإطلاق كانت سرقته للنار من “هيفاستيوس”، إله الحرف والآلات. حيث كان

“هيفاستيوس” يصنع أسلحة “زيوس” في تلك الأثناء، ويمسك بالنار ويشعلها بينما تظهر الرعود، فدخل “بروموسيوس” خلفه بسرية واستطاع سرقة النار. وبمجرد أن سرقها، أعطاها للبشر، ومن هنا أصبح يُلقب بـ “سارق النار”، أو “لوسيفير” أو “الشيطان”. وكوكب الزهرة يُعتبر رمزا له في السماء حسب الفكر الروماني القديم، لأنه يسرق ضوء الشمس من القمر. “بروموسيوس” لم يقتصر فقط على منح البشر النار، بل بدأ أيضًا يعلمهم العديد من المهارات. علمهم البناء، والتجارة، وكيفية استئناس الحيوانات، واستخراج المعادن، وعلم الفلك، وصناعة السفن، وركوب البحر، وكذلك التداوي والشفاء. لكن أهم ما علمه للبشر كان هو الأسماء، حيث علم “آدم” كل الأسماء، وبالتالي علم البشر كيفية استخدام الأرقام. وعلى الرغم من أن “زيوس” كان يحتقر البشر، إلا أن “بروموسيوس” استمر في محبته لهم، ولذلك سرق لهم الإمكانيات وأعطاها لهم، ومن أبرز هذه الإمكانيات كانت النار، التي كانت سببًا في تحول البشر من كائنات همجية إلى مبدعين. وعندما علم “زيوس” بما فعله “بروموسيوس”، غضب غضبًا شديدًا وأمر “هيفاستيوس” بصنع سلاسل قوية لقيّد “بروموسيوس”، ليعاقبه على ما فعل. ولم يكن ذلك العقاب مجرد سلاسل فحسب، بل كان هناك أيضًا نسر

ضخم يأتي يوميًا ليأكل كبد “بروموسيوس” في الصباح، ليجدد العذاب كل يوم. لكن “بروموسيوس” كان سعيدًا بهذا العذاب لأنه كان مخلصًا للبشر. ولكن نبوءتين كانت في ذهنه، الأولى تقول إن بطلاً سينقذه، والثانية أن “زيوس” سيسقط في النهاية. وظل “بروموسيوس” متألمًا على الصخرة في جبال القوقاز، لكن كان يتوقع أن يأتي البطل الذي سينقذه. وفي يوم من الأيام، تحقق أحد هذه التنبؤات وجاء البطل الذي أنقذه وكسر السلاسل التي كانت تقيده. في تلك الأثناء، قرر “زيوس” أن يعاقب البشر أيضًا، فقدم لهم هدية كانت في ظاهرها جميلة ولكنها كانت في باطنها عقابًا: كانت الهدية هي “بندورة”، وهي امرأة جميلة كانت تحمل جرة تحتوي على كل الشرور، حيث جرت حادثة “جرّة بندورة” التي أطلق منها كل الشرور، مثل الفقر، والنفاق، والمرض، والجوع. وبذلك، تكون “بندورة” قد جلبت للبشر كل الشرور في الأرض. وفي النهاية، كانت النبوءة الثانية لـ “بروموسيوس” تتحقق، إذ جاء بطل آخر لينقذه من العذاب، وحينها تفكر “زيوس” في إرسال طوفان عظيم لتدمير البشر. ولكن “بروموسيوس” تنبأ بالطوفان، وأخبر “ديوكاليون”، الحكيم الذي كان يعيش بين البشر، بضرورة بناء سفينة. ونجح “ديوكاليون” في النجاة من الطوفان، حيث حمل معه زوجته وأخذ من كل الحيوانات زوجين. تواصل الميثولوجيا الإغريقية بحكاية “بروموسيوس” التي أصبحت أساسًا لأساطير عدة حول العبادة والشر، فيما كانت “بروموسيوس” في النهاية الرمز للبشرية كما هو الحال مع العبادة الشيطانية وبعض الرموز الماسونية على الرغم من أن القصة انتهت في الميثولوجيا الإغريقية، فإنها لم تنتهِ في الفكر الغربي. يُقال في الفكر الغربي إن الله، الذي هو زيوس، أراد أن يضلل البشر الذين كانوا يعرفون القصة والحقيقة، ويعلمون من هو صاحب الخير والحب والجمال، ومن هو صاحب الشرور. لذا، أرسل إليهم زيوس أو الله الأديان والأنبياء، ولكن برواية معكوسة ومغلوطة ومضللة. من بين أهم هذه الديانات بالطبع اليهودية والمسيحية والإسلام. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل فرض عليهم قوانين، مثل الزواج والصلاة والتعبد والطاعة العمياء لغيرهم من البشر، وغيرها من القوانين التي تتعارض مع المبدأ الذي خلق عليه البشر، وهو أنه لا يوجد شيء اسمه حلال وحرام. القصة كلها تدور حول الإبداع والابتكار والتطوير، ومن حق الإنسان أن يعيش وفقًا لشهواته. كل ذلك من صنع زيوس، الله في الفكر الغربي، ليضلل البشر ويقدم لهم رواية مغلوطة. في هذه الرواية، لوسيفير أو الشيطان كان قد وقف مع زيوس في الملحمة الكبرى، وكان سببًا في الانتصار فيها. وهذا يتناقض مع الروايات الدينية التي تقول إنه كان من الجن، وأن الملائكة، بعد أن قضت على الجن، أخذته معها إلى السماء وبدأت تعبده. أما في الرواية الغربية، فإن لوسيفير أو الشيطان هو الذي خلق البشر، وليس الله الأكبر كما تقول الروايات الدينية. لذا، فهو المستحق للعبادة. وفي هذه الرواية، لوسيفير هو الذي علم آدم الأسماء كلها، وليس الله، كما ورد في الروايات الدينية. كما أنه منح البشر الأدوات اللازمة، خاصة النار، وعلمهم الإبداع والابتكار، وعلمهم الفلك والحساب واستئناس الحيوانات والتداوي والشفاء، وغيرها من الأمور التي تعلمها البشر على يد لوسيفير. كما أن لوسيفير أو الشيطان هو الذي قدم نفسه مخلصًا للبشر، ولكن ليس على الصليب، بل على الصخرة. في هذه الرواية، لوسيفير هو الذي كان يحب البشر، وليس الذي قدم نفسه طبقًا للرواية الدينية، حيث يقدم الله المتجسد أو المسيح نفسه مخلصًا للبشر. في هذه الرواية، مصدر كل الشرور هو الله، أما مصدر الخير والحب فهو لوسيفير أو الشيطان. هذا يتناقض تمامًا مع الروايات

الدينية التي تقول إن الشيطان هو مصدر الشرور، وإن الله هو مصدر الخير والجمال. أما بالنسبة للطوفان، في هذه الرواية الغربية، فإن السبب في الطوفان كان زيوس أو الله، والذين نجوا من الطوفان كانوا بسبب لوسيفير أو الشيطان، عكس ما تقول الروايات الدينية التي تنسب سبب الطوفان إلى الشرور التي انتشرت بسبب الشيطان، وأن الله هو الذي نجى نوحًا ومن معه من الطوفان. وفي هذه الرواية الغربية، هناك نبوءة يعرفها البشر، ولكن ليس كل البشر. هي نبوءة عن يوم القيامة، ولكن ليس كما يعتقد أصحاب الأديان. بل هي نبوءة عن يوم كشف الحقيقة، حيث ستزول كل الأشياء التي نعيش فيها، وتظهر الحقيقة ويظهر النور، النور الذي هو لوسيفير الشيطان، الذي كان ضحية كبريائه. في هذا اليوم، سيسقط زيوس، وينتصر الحق. لماذا لا يكون الله هو من يخدعنا، بينما الشيطان هو المظلوم؟ لماذا لا تكون الحقيقة التي تُقدم لنا مضللة، بينما الحقيقة التي كانت موجودة قبل ظهور الأديان هي الحقيقة التي تستحق الاحترام؟ في هذه الرواية، هناك انعكاس وتضاد مهم يجب أن نتوقف عنده، فهو ملفت للنظر ويثير التفكير. لماذا لا يكون كلامهم هو الصحيح؟ الشباب الذين لا يؤمنون بعقيدة ولا يقين برواية هؤلاء الناس، على الأقل يشكون في صحتها كما تكلمت الآن. بالطبع، الإجابة على كل هذه الأسئلة سهلة، ولكن هذا ليس موضوع حلقتنا، وسيكون لنا حلقات أخرى إن شاء الله لنتحدث عنها. لهذا السبب، الماسونية لا تقبل الشباب الجاهل أو غير المتعلم، الذين لا يعرفون ما هي الفلسفة أو ما هي الإغريقية. بل يختارون نوعًا محددًا من الشباب للانضمام إليهم، والذين نسميهم “الفزلكة”، وهو الشخص الذي يتظاهر بالفهم في كل شيء، ويقرأ كتابين أو ثلاثة ويتحدث عن كل شيء. هؤلاء هم الذين سيقبلون فكرة الفلسفة، والإغريقية، والتحرر العقلي، والفكر المنفتح، وسوف يقبلون كل هذه الأفكار. في النهاية، يُقال عنهم أنهم مثقفون، ولكن هذا سيكون كذبًا. الماسونية تختار هذه النوعية من الشباب لأن لديهم قبولًا للأفكار التي عرضناها في حلقتنا اليوم، والتي قد يرفضها الكثيرون من الطبقات المختلفة ويعتبرونها تافهة. ولكن هذه النوعية من الشباب لن ترفضها. القصة التي تحدثنا عنها اليوم مهمة للغاية لأنها تقدم لهم رواية تتعارض مع الدين والديانات الموجودة. حتى وإن لم تقنعهم باليقين، على الأقل سيشكون فيها، وسيبدأون في التساؤل: أي الروايات أصح؟ الرواية التي عرضتها الأديان، أم الرواية التي يقدمونها لنا والتي كانت موجودة قبل ظهور هذه الأديان؟ أنصار لوسيفير أو الماسونية أو عبدة الشيطان لا يكرهون البشر، بل يريدون لهم أن يعرفوا الحقيقة. يريدون لهم أن يعرفوا أن القوانين والشرائع، وأن الروايات الدينية كلها كذب ومضللة، وأن الحقيقة هي معهم فقط. لذلك، كان من المهم أن نقدم هذه الحلقة اليوم لنفهم من نتعامل معهم.

إيمانهم بالعقيدة ويقينهم يرتكز على حقائق يصدقونها وقوة فكرية يقدمونها لشبابهم، وهذه القوة تبدو أفضل بكثير من تلك التي تقدمها القوى الدينية أو الديانات. لا تتضمن هذه العقيدة التقييد بالقوانين والشرائع والجمود، وغيرها من الأمور التي يعتقدون أنها تعيقهم وتؤخرهم عن الإبداع والابتكار، بل تحتوي على التحرر والانطلاق، وهو ما يعتبر أساسًا للإبداع والابتكار. لقد قدمنا حلقتنا اليوم لنوضح من نواجه ولنعرف إلى أين قد يقود شبابنا. ليس فقط السخرية عندما نسمع عن حفلات عبادة الشيطان، بل نريد أن نزيل أهمية وهيبة الماسونية وعبادة الشيطان في عيون بعض شبابنا. ففي الوقت الذي نعتقد فيه أن عبادة الشيطان والماسونية هي مجرد أفعال مجنونة وعابرة، تتمثل في حفلات الزنا والجنس الجماعي وغيرها من الأفعال، هناك شباب آخر ينظرون إلى هذا الموضوع بهيبة، خاصة عندما يتسرب إليهم بعض الجوانب مما تحدثنا عنه اليوم. فتصبح الماسونية وعبادة الشيطان في نظرهم موضوعات ذات هيبة وأهمية، وتظل هذه الهيبة قائمة بوجود الغموض. فكلما كان هناك غموض حول الماسونية، كلما أضفت الغموض هيبة عليها، حيث يكون هذا الغموض مقصودًا من خلال تسريبات بسيطة تهدف إلى إبقاء السرية حول الموضوع. وعندما تظهر قضايا تتعلق بعبادة الشيطان أو عباده أو الماسونية أو التجمعات الماسونية، يتم إغلاق القضية على الفور ويتوقف الحديث عنها. ثم نقرأ في الصحف أخبارًا مضللة حول هذه القضايا، وتحولها إلى قضايا اقتصادية واجتماعية وغير ذلك. قدمنا حلقتنا اليوم بناءً على قناعة نؤمن بها، وهي أنه يفقد الشيء هيبته عندما يفقد سرّيّته. لذلك، دعونا نزيل السرية والغموض حول الماسونية وعبادة الشيطان ونقدم لكم هذه الحلقة اليوم. فالباطل لا يموت عندما نلتزم الصمت تجاهه؛ بل يبدأ في الظهور مجددًا، كما يتحرك الثعبان تحت الرماد أو كما النار تحت الرماد. وفجأة، يظهر رائحة أو دخان، ونسمع بين الحين والآخر عن أخبار تتعلق بعبادة الشيطان وعباده في مصر وفي مجتمعاتنا وفي الريف المصري، مثل الخبر الذي ورد منذ أيام عن حفل أو عرس فيه عبادة للشيطان، بملابسهم الغريبة وبموسيقاهم. وفي الوقت الذي نجد فيه أن الباطل لا يموت، نراه يظهر من جديد ويأخذ شكلاً جديدًا.

منصة تفتح بوابات التجربة... حيث تُهمس الأرواح للعقول، ويذوب العلم في طيف الإيمان، ويتوارى الظاهر خلف ستار الخفي. هنا، لا نكتفي بالرؤية بل نُبصر، ونغوص بلا خريطة في عوالم لا تُرى... نسترق السمع لأسرار لم تُكتب، ونلتمس أثر الجن، وشطحات الأحلام، ونبضات الطاقات، ولغة الرموز التي لا يفك شيفرتها إلا من دخل الكهف مختارًا

2 comments

comments user
ibroo

مقالة جميلة شكرا للكاتب ولادراة الموقع

comments user
عبده على الفهد

ظهر الشيطان يرتدي ثوبا جديدا
يقال ان منابع الشيطان تسير بموازات منابع النيل

You May Have Missed

error: